يعدّ محصول الكمأة الذي ينبت بشكل طبيعي ورباني من أجود وأطيب أنواع الفطور في العالم، ولاسيما ما يسمى منه الصنف (الزبيدي)، هذا النوع من المحاصيل النباتية الفطرية يضاهي جميع أنواع اللحوم بالقيمة الغذائية العالية التي تضم قيماً بينها الكثير من العناصر الصغرى التي تساعد الجسم على النمو وتمده بالغذاء الكامل، وقد تم في العام الماضي إنتاج نحو/80/ ألف طن من هذا المنتج الذي تم تصديره إلى دول الخليج العربي وغيرها بشراهة، وقد فوجئت بتعلق أهالي منطقة النبك ويبرود وفليطة وقارة وديرعطية وجميع المجالس المحلية بهذا المنتج وانتظار نضوجه لحظة بلحظة، وهناك طقوس عند أهالي المنطقة لملاحقة الكمأة تشبه طقوس الصيد عند الصيادين الذين يلاحقون الطيور من مكان إلى آخر ويعرفون الكثير عن تفاصيلها.
أحد المواطنين في منطقة النبك استطاع اكتشاف حبة من الكمأة وصل وزنها إلى نحو كيلوغرام وهي ثاني أكبر حبة في العالم التي سجلت بكتاب «غينيس» للأرقام القياسية، واللافت أنه تم بيعها بالمزاد العلني لمصلحة إحدى الجمعيات الخيرية بـ/750/ ألف ليرة، والمشكلة أن هذا المحصول -كما قال لي صديقي علي رشق من أهالي بلدة المشرفة- يتعرض لاستنزاف وعدم ضبط وخسائر كبيرة نتيجة عدم وجود جهة تنظم قطافه وتعلن عن الموعد المناسب لهذا القطاف، فالكثير من الإخوة المواطنين في منطقة النبك والبادية يسرعون في عملية القطاف ويلاحقون هذه النبتة وهي صغيرة جداً، ويعدمون المحصول عن بكرة أبيه، لأن نضوج هذه النبتة يحتاج أسبوعين، بينما يقوم البعض بملاحقتها وهي بعمر بضعة أيام قبل أن تنضج ويتضاعف حجمها عشر مرات تقريباً، وهذا خطر كبير على هذا المنتج الرباني، ناهيك بأن البعض يقوم بقطافها من دون أن يترك خميرة هذا النبات في الأرض كي تنبت مرة أخرى، وهذا يشكل خطراً على المحصول وتكراره وأسباب إنتاجه، لذلك نتمنى على وزارة الزراعة خوض هذه الزراعة والاهتمام بزراعة الكمأة للحفاظ على ثرواتنا الطبيعية إن صحت التسمية.. ودمتم.