مجد تاء التأنيث!

خلال آلاف السنين، أثبتت تاء التأنيث الساكنة أنها الأهم في المعجم، رغم أن تصنيفها في القواعد لا يعطيها أي مكان في الإعراب، ورغم الإصرار على دمغها بعلامة السكون التي توحي باللاعمل والركون كأنها «كمالة عدد» في الفعل ليس إلا..!.. ففي الواقع، بقيت تلك التاء المستقرة والمفتوحة كسفينة، بمثابة الحماية للبشر إذا ما اشتد موج الحروف الأخرى وتنابذت اللغة أو تقاتلت بين المدّة والشدة والعلّة والجزم والنهي والتورط في الأفعال الناقصة.. فالتاء المبسوطة التي ترفع ذراعيها الصغيرتين كي تحتوي وتضمّ وتحمي وتحنو، لم تكن مصممة بهذا الشكل إلا لتوصل البشر إلى برّ الأمان عندما تضيع البوصلة ويختلف البحارة وتصبح اليابسة مستحيلاً صعب المنال والغرقُ قدراً لا مفر منه!.
مدينون نحن لهذه التاء المظلومة تاريخياً والمغبونة إعرابياً.. منذ اللحظة التي نزلت فيها عشتار لإنقاذ حبيبها تموز من الموت كي يستمر الربيع على وجه الأرض..
مدينون للأمهات والشهيدات والحبيبات والأخوات والمناضلات اللواتي يطبخن كل يوم شظف العيش والحرب ويحولنه إلى صبرٍ جميل وماءٍ نقيّ نشربه بثقة كي نستمر..
بعد أن تمادت تاء الفاعل المتحركة في أنانيتها، واستفادت من كل القواعد الشاذة وتحالفت مع أحرف العلة والفعل المبني للمجهول والناقص وشبه الجملة، بات من الضروري أن نعيد الاعتبار لتاء التأنيث الساكنة التي تعمل بصمت من «تم ساكت»، رغم الاقصاء وعدم التقدير اللذين تتعرض لهما بسبب حصرها في الفعل الماضي فقط، فمن حيث المعنى العميق للغة، تبدو هذه التاء مثل الملكة الواثقة بينما بقية الحروف منشغلة بالتنافس على المكاسب التي يمكن أن تحصل عليها داخل الجملة غير مكترثة بتشويه المعنى وتحريف التراكيب.. فهذه التاء لم تخلع جلدها يوماً ولم تتخلَّ عن دورها في أخذ اللغة إلى مصباتها النهائية كأنها جندي مجهول!..
في اليوم العالمي للمرأة نقول: المجد لتاء التأنيث وهي تكتفي بالمعنى.. وتبعث الحياة من بلادة السكون!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مؤتمر جمعية عمومية القدم لم يأتِ بجديد بغياب مندوبي الأندية... والتصويت على لا شيء! الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه خاجي عمق العلاقات بين سورية وإيران وزير الداخلية أمام مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات: سورية تضطلع بدور فعال في مكافحة المخدرات ومنفتحة للتعاون مع الجميع الرئيس الأسد يؤكد لوفد اتحاد المهندسين العرب على الدور الاجتماعي والتنموي للمنظمات والاتحادات العربية عقب لقائه الوزير المقداد.. أصغير خاجي: طهران تدعم مسار الحوار السياسي بين سورية وتركيا العلاقات السورية- الروسية تزدهر في عامها الـ٨٠ رئاسيات أميركا ومعيارا الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي.. ترامب أكثر اطمئناناً بانتظار البديل الديمقراطي «الضعيف».. وهاريس الأوفر حظاً لكن المفاجآت تبقى قائمة دور المرأة المقاومة في تعزيز الانتماء وتحصين الهوية الإنهاك الحراري.. خطوات سريعة لتبريد الجسم ونصائح للوقاية في حرارة الصيف المرتفعة في قراءة للمرسوم التشريعي لذوي الإعاقة.. المحامي الداية: المرسوم مهم جداً بدليل إحاطته بأدق التفاصيل اليومية لهذه الشريحة.. وسيحقق الأهداف المرجوة شريطة تطبيق العقوبات للمخالفين