طعم آخر «نكهة»!
سأبقى أردد «أنا مواطن» كغيري من العباد برغم حجم المحن والمصائب المتلاحقة.. حلمي أن أرى وطناً منعماً بالخير والأمان، يخلو من أي صعاب ومصائب، يعمل الجميع على أن يقدم كل منهم أفضل ما عنده بكل إخلاص ومسؤولية، فلا يبقى وراء سياسات ورؤى أشخاص لا يعرفون ماذا يعملون، يتناسون ماذا قدّم لهم وطنهم وجيشهم الذي يسطّر يومياً ملاحم بطولية ستبقى عبر التاريخ، لكن مثل هؤلاء، وناهبي الجيوب أساؤوا ويسيئون لمقومات الوطن وعوامل صموده وبقائه….
لم أعد أفهم، أو أستوعب، ما يحدث من إصدار قرارات متلاحقة تلطم وجه المواطن وتضيّق عليه معيشته صباح مساء، ألم يكتفوا بعد..؟، من الحرمان والفقر، والظلام ونقص المواد والغلاء وقائمة التقنين الطويلة، إلى فرض الضرائب، إلى زيادة أسعار المواد، ليطل علينا صباح يوم الأول من آذار بالبشرى غير الوردية، بشرى بمذاق وطعم آخر «نكهة».. مذاق بنزين ارتفع سعره «فقط» خمساً وعشرين ليرة لليتر الواحد، وتطبيق تقنين «الإنترنت» تلك الخدمة السحرية..!!
مثل قرارات كهذه تلحق الأذى وتتسبب بوضع معيشي صعب وقد تتسبب بحالة من الحنق وعدم الرضا، وإجراءات كهذه جاءت نتيجة خطط تراكمية لسياسات مختلفة هدمت جدار الثقة بين المواطن والحكومة، ولاسيما فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي، والمتمثلة بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل خاص، وقد يقول قائل: إن ظروف البلد في الأوقات الراهنة المتمثلة بالحصار الاقتصادي الجائر قد تحتم خطوات كهذه، لكن ذلك مع الأسف غير صائب..!
مرارة الأيام يتذوقها الجميع، والأكثر هم الشريحة الواسعة التي لا تملك غير الشكوى في زمن لم يعد يُسمع صراخهم..! ولا نبالغ إن وصفنا ما يتعرض له المواطن بأنه مثل الأعاصير التي تضرب كل شيء عند حدوثها، فقد ضرب الكثير من قرارات بعض الجهات المعنية «غير المدروسة» في مواقيتها الإنجازات الرائعة، وحطّم المعنويات، وربما تسيء للمنجزات القائمة، والأسوأ من كل ذلك أن الكثيرين ممن يُصدرون قرارات كهذه هم مسؤولون لا يكترثون بهموم وآلام الناس، ويؤكدون الأخذ بقراراتهم مباشرة كأنها مسلّمات لا تُناقش أو تؤجل..!
كان المولى في عون العباد، وسيبقى المواطن الحامل والدافع ورافد الخزينة الآمن.. ودمتم مع قرارات كهذه..!