شرايين اقتصادية زراعية

إعادة تعزيز شبكة الطرقات بين مدن وبلدات وقرى الأرياف ستعمل بلا أدنى شك على تعزيز الواقع الاقتصادي لهذه المناطق وترفد خزينة الدولة بمزيد من الدعم وخاصة أن النسبة الكبرى من اقتصاديات هذه المناطق تعتمد على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
أمس تمت إعادة تشغيل خطوط النقل من مدينة دوما إلى العاصمة دمشق وتحديداً إلى جانب مشفى الحياة وهي محطة الكراجات السابقة الموجودة في العاصمة, وهذه الخطوة ستعمل على تعزيز الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي…الخ لأن خطوط النقل الجماعية والعامة هي أرخص بكثير من خطوط النقل الخاصة، طبعاً وهناك أمل كبير بأن تقوم الجهات الخاصة والمعنية بإعادة تفعيل خطوط النقل الداخلي داخل منطقة دوما وخاصة أنها أكبر المناطق السورية على الإطلاق وتضم أكثر من 40 مجلساً محلياً أغلبيتها تعمل بالزراعة وتربية الماشية والدواجن، هذه الخطوة ستعمل بلا أدنى شك على تعزيز العمل الزراعي وتعزيز الإنتاج ضمن وحدة المساحة وخفض أسعار المنتجات بشكل كبير وسهولة نقل العاملين في الزراعة فيما بين القرى بوسائل نقل رخيصة ومتوفرة بدلاً من الوسائل الخاصة المرتفعة الثمن، هذا ناهيك بخلق فرص عمل كبيرة للعاملين في قطاع النقل وزيادة الإنتاج واتساع رقعة الأراضي المزروعة وتأمين المنتجات لسكان العاصمة وغيرها بأسعار مقبولة وتالياً دعم الاقتصاد الوطني بشكل تدريجي من خلال تعزيز مثل هذه الخطوات في مناطق أخرى من محافظة ريف دمشق وفي بقية المحافظات.
وحقيقة الأمر إن تحرير محيط مدينة حلب وتأمينها من الإرهاب وكذلك تحرير أجزاء كبيرة من محافظة إدلب وانتصارات جيشنا البطل في الميادين لابد من أن تعزز بخطوات اقتصادية حقيقية على أرض الواقع حتى تكون عودة المحافظات السورية إلى واقعها الطبيعي بشكل أسرع وأفضل، وأعتقد أن اتخاذ إجراءات اقتصادية حقيقية على أرض الواقع كتعزيز الاقتصاديات الزراعية والصناعية والحرفية والسياحية سيكون لها الباع الأول في سرعة عودة الحياة الطبيعية وإعادة الأعمار، لذلك لابد من إعادة دراسة وتقييم هذه الخطوة الجوهرية وإعادة تأهيل وتفعيل خريطة الطرقات بين جميع مناطقنا الزراعية لأن اقتصاد سورية بشكل عام يعتمد على الزراعة.. والعودة إلى الحياة الطبيعية يجب أن تنطلق من هذا القطاع الاستراتيجي والحيوي .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار