البارحة كتبَ أحد أصدقائي غاضباً ومتفكِّهاً: «كلما دخلت إلى المطبخ في هدوءِ الليل وهممتُ بحمل الصينية، تقَعُ أرضاً وتُصدِرُ أعلى ضجيج ممكن في العالم.. يا جماعة كأنّ صينية مطبخنا تعاندني نكايةً بي وبكل تاريخي الشخصي».. علّقتُ على منشوره: «كانَ عليك أنْ تُغافلها وتتظاهر بأنك تريد الركوة لصنع القهوة ثم تخطف الصينية خطفاً… وهكذا يكتمل النحس معك وتُحدِثُ قرقعةً توقظ بها الحارة كلّها».
وتذكرت حالنا كيف أن «قوانين مورفي للاحتمالات سيئة الحدوث» تلازمنا وتحدث أينما ذهبنا… فلو اخترنا الذهاب إلى أي دائرة حكومية لإجراء أي معاملة روتينية سنجد هناك على النافذة ألف مراجع في اليوم الذي نذهب فيه، وإنْ أجّلنا ذهابنا سيصلنا خبر -من غامض علمه دخيل اسمو هالربّ- أنه لم يكن هناك أحدٌ من المراجعين في ذاك اليوم بالذات!.
وإذا قررنا أن نقبض راتبنا «العرمرمي» سنجد كل صرافات البلد خارج الخدمة، وإن حزمنا أمرنا وقلنا اليوم يوم الغسيل والتنظيف فستتعطل الغسالة أو تنقطع الكهرباء أو سنجد خزان الماء بلا أي قطرة ماء أو يموت أحد الأقارب.
سنهرب ونراوغ القدر قليلاً ونقرر الاستماع إلى الموسيقا حينها لن نجد بطارية مشحونة كافية في المنزل ولا في «موبايلاتنا» ولا حتى عند جارنا «الدكنجي»، وكلما قلّبنا في قنوات التلفزيون ستقفز في وجوهنا أسوأ الأغاني التي لا نطيق سماعها كأنّ محطات البثّ كلها متآمرة علينا.
ننزل إلى المتحف، نفاجأ بأننا نزلنا في يوم الثلاثاء وهو عطلة المتاحف في سورية كلّها.. نعود لندلل نفسنا بـ«سندويشة» شاورما نفاجأ بأن صاحب الشاورما الأطيب مغلق لأنه لم يستطع تأمين غاز على البطاقة ولا من السوق السودا… و«يا عيني على هالعيشة السودا».
يبدو أن شاعرنا إلياس فرحات سبَقَ «مورفي» و«كلّ عيلتو» في توصيف حال المنحوس بقوله: «أُغرِّبُ خلفَ الرِّزْقِ وهو مُشَـرِّقٌ/ وأُقْسِمُ لَوْ شَرَّقْـتُ راحَ يُغَـرِّبُ»… «غرّبوا لقلكن».