سلوكيات غريبة
ما يتوارث لدى المجتمعات وتطورها الزمني من إرث حضاري وتقاليد وممارسات يجب أن يكون محل احترام وتقدير لدى العموم، وما بات يظهر خلال السنوات الأخيرة من «فجاجات» وسلوكيات غريبة لدى شريحة واسعة من الجيل الناشئ، ينبئ بخطورة ما يذهب إليه الذوق العام وسلوكيات التربية الحديثة، وقد يكون ذلك محكوماً بجملة متغيرات أفرزتها العولمة على أجيال لم تعر أياً من تقاليد الآباء والأجداد أي اعتبار يذكر..!
كما هو معروف للمجتمعات البشرية في مختلف مناطقها وعبر تاريخها الطويل أنواع من المعتقدات والتقاليد والممارسات ما يعدّ لدرجة القدسية، أو مُحترماً لديها ومن غير المنطقي الاستسهال أو التغاضي عنها.. وهذا الأمر يسري على مجتمعنا الذي يقدّر ويعزّ عاداته التي تعكس في بعض مناحيها معاني مثل: الشهامة والكرم والاحترام لثقافة المجتمع التي توافق عليها الناس عبر السنين، حيث مثّل هذا الأمر شيئاً طبيعياً في حياة الإنسان، وما يهم الإشارة إليه هناك ما يشبه تغيرات في بعض السلوكيات لا تنم إلا عن حالة من الفوضى وعدم الفهم الصحيح، ناهيك بعدم الاكتراث بما تقتضيه المسؤوليات الواجب إنجازها بالصورة السليمة، فمثلاً سلوكيات الإهمال وعدم المراعاة لصغائر الأمور نقطة مهمة، حتى اليوم ترى الطيش والتلفظ بكلمات نابية في وسائط النقل، بعيداً عن نوعية اللباس الغريب بأشكاله وألوانه، إلى بعض التصرفات المشينة التي لا تنم إلا عن غياب الثقافة المجتمعية المتكاملة.. مشهد إلقاء الأوساخ و«البصاق» و«النف» في الطرقات وأمام المارّة بات مألوفاً واعتيادياً. والمحافظة على محتويات الحدائق كما يجب غائبة عن بعض السلوكيات من قبل البعض، إلى ما هنالك من اختلالات أساءت وتسيء للذوق العام.
هنا يطرح السؤال الملحّ: هل يلزم إصدار لوائح أو بلاغات تدعو أو تلزم النشء الطائش بمضامين قد تسمى مثلاً «لائحة الذوق العام»…؟! مع فرض عقوبات ردعية، أمام ما يحصل يعد ذلك مطلباً ملحاً ومرحباً به، إذ كيف يُسمح لأشخاص بمعاكسة ذوق ورغبة الأغلبية من دون اكتراث بالضوابط الأخلاقية، أو ما يرغب به الناس من تصرفات قد تصل حد خدش الحياء أو التلفظ بكلمات سوقية، إلى آخره من تصرفات مقيتة تؤذي الآخرين وتُظهر المجتمع بصورة سلبية.