دروعٌ بشريةٌ في السماء!

استغلال الكيان الصهيوني الغاشم المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية ليس بالنهج الجديد عليه وعقليته العدوانية، وتسير على المنوال نفسه من حيث التطبيق الأدوات والأذرع الإرهابية المشاركة في الحرب الإرهابية على سورية، هذه الحرب التي صدّرت الكثير من الصور اللاإنسانية ومن ضمنها استغلال المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية من دون الاكتراث بأرواحهم وحياتهم، ولا غرابة، فالكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية بكلّ مسمّياتها، ومَنْ يدعمها ويموّلها كلّهم أوجه متعددة للشيطان نفسه.
إن ما تعرّضت له بعض المناطق بريف دمشق فجر الخميس الفائت من اعتداء إرهابي شنّته قوّات العدو الإسرائيلي، تصدّت له، وأسقطت دفاعاتنا الجوية معظم صواريخه وحالت دون وصولها لأهدافها العدوانية، هو انتهاك سافر لسيادة الدولة السورية، وللقوانين الدولية، وجريمة نكراء؛ غضت قوى الاستعمار الغربي ومنابرها الأممية الطرف عن إدانتها وتجريمها، ولا سيما أن «إسرائيل» احتمت في هذا العدوان السافر بطائرة ركاب مدنية، لتكون درعاً بشرية تعوق عمل وسائط الدفاع الجويّ السوري، لكن العمليات التقنيّة والتشغيلية لمراقبي برج مطار دمشق الدولي استطاعت إبعادها وإخراجها من مجال إطلاق الصواريخ والحفاظ على حياة ركابها وتحقيق هبوط آمن لها في مطار حميميم في اللاذقية.
وثمة بعض قد يتساءل: ومنذ متى يدخل الحرص على المدنيين ضمن حسابات العدو الإسرائيلي؟ وهو القوام السرطاني الذي يتغذى على مقدّرات جغرافيا لا تمتّ له بصلة، يقوم باحتلالها واستغلالها وقتل شعبها وإنكار حقوقهم! إنه كيان ينضح إجراماً، كيانٌ لا شرعي، قائم على جثث أطفال وشيوخ ونساء الشعب الفلسطيني.. كيان يتبنّى ويتشرّب مبادئ الصهيونية العالمية من قتل وتهجير وتدمير خياراً وحيداً لفرض وجوده، ويمارس الفكر الصهيوني وتعاليم عقيدته التلمودية المتطرّفة التي تحتقر الآخر وتحضّ على قتله، ناهيك عن نزعة الكراهية المعشِّشة في عقل كلِّ إسرائيلي تجاه العرب والمسلمين بل تجاه الآخر أياً كان.. كراهية تؤكّدها ممارسات «إسرائيل» ضد فلسطين، وسورية وأيّ مكان في العالم.
«إسرائيل» أضحت اليوم؛ وأكثر من أيّ وقت مضى تتمادى في إجرامها في ظلِّ محيط عربي، بعض أنظمته الخانعة تتسابق إلى تقديم ما هو أكثر من التطبيع والاعتراف الدبلوماسي بكيان ليس إلا كياناً استيطانياً لقيطاً، وفي ظلّ دلال أمريكي مفرط ودعم لا محدود يقدمه ترامب كمناصر استثنائي لـ«إسرائيل» ومنحاز انحيازاً مطلقاً لها.
«إسرائيل» التي ما كانت يوماً تكترث بأرواح المدنيين، ولا مانع لديها من استخدامهم دروعاً بشرية إن على الأرض أو في السماء، لا تتوانى أبداً عن تأكيد وتجسيد وحشيتها، من دون مبالاة بأي أطر قانونية دولية أو إنسانية، فليس ثمة مَنْ يردعها، وكاميرات الإعلام لا تعنيها مادامت عيون معظم المجتمع الدولي عمياء وآذانه صمّاء عن جرائمها وأفعالها الشائنة ولا مساءلة أو محاسبة.
إن الكيان الصهيوني يؤكد كل يوم أنه كيان جبان، يعتمد أسلوب اللصوصية والاختباء، لأنه يدرك أنه كيان هشّ، يحمل بذور فنائه في داخله، يستطيع منطاد أو صاروخ بدائي في غزة أن يهزّ تل أبيب، ويدوّي صافرات إنذارها، فكيف إن جابهته في السماء نسور الجيش العربي السوري؟

m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار