الإفتاء الأممي.. والإفناء المتطرّف

عندما يكون ثمة إصرار فرنسي وبريطاني دائم في مجلس الأمن، على ضرورة اتخاذ قرار ذي أنياب مفترسة بشأن سورية، فهذا يعني أن البلدين المستعمرين فرنسا وبريطانيا اللذين أرّخت لهما صفحات كتب التاريخ، بعرّابي اتفاقية «سايكس بيكو» التقسيمية والمقطِّعة لأوصال الوطن العربي، مازالا على تعاطيهما الاستعماري المباشر واللا أخلاقي من حيث دعم الإرهاب في سورية، والانغماس المباشر في مشروع تقسيم المنطقة، ولم يردعهما كلّ الإرهاب الذي ضرب بلديهما مرتداً من سورية الطامعين بها، والداعمين للإرهاب «الداعشي» فوق أراضيها.. يؤكد ذلك مايسوقانه مجدّداً من ذرائع ومقاربات واهية وإعادة الثرثرة في حديث الكيميائي، وهما يعلمان علم اليقين بما أثبتته الأدلة، وكشفت عنه التصريحات، أنهما وجوقتهما الاستعمارية المشتركة في صناعة «داعش»، قد أسسوا للإرهاب الأسود في العالم، لذا من الطبيعي أن يحاربوا في مجلس الأمن لاستصدار «مايحلمون به» من قرارات عقابية ظالمة بحق سورية التي تحارب الإرهاب وتفشل مخططاتهم، ومجلس الأمن صامت لايحرّك ساكناً، رغم كل ماتكشّف من ضلوع مريب وتضليل وأكاذيب وتلفيقات مازالت تلك الدول تعزف على أوتارها في كل سانحة تسنح لها، وتخطط لها في مشروعات قرارات تدفعها لمجلس الأمن بين الحين والآخر.
وفي  انتظار يوم الحادي والعشرين من شهر أيلول الجاري الذي سيعقد فيه مجلس الأمن جلسةً خاصة، أكد رئيس مجلس الأمن الدولي، ومندوب نيوزلندا الدائم في الأمم المتحدة، أنها ستعقد بشأن سبل إيجاد حلّ للأزمة في سورية.. يطلّ برأسه العديد من التساؤلات والاستفسارات والإيضاحات:
ترى تحت أيّ مسمّى جديد سيجري التعاطي مع الأزمة في سورية، والحقائق الماثلة على أراضيها باتت واضحةً للعيان، ولاسيما لمجلس الأمن، هذه المنظمة الأممية التي عليها أن تتحرك بفعالية بدلاً من السكوت والجمود وغضّ النظر، وانتظار مشروعات قرارات الداعمين والمساهمين في خلق الإرهاب وتنظيماته بتسمياتها المتنوعة والمختلفة، وتالياً، أن ينظروا إلى آلاف الأدلة التي وضعتها الدولة السورية بين أيديهم مرفقةً بكل تفاصيل إرهاب وإجرام التنظيمات الداعشية الإرهابية على أرضها وضد شعبها الذي لايستحق إلا العيش بسلامٍ.
ومن المؤكد حالياً، أنه بات على هذه المنظمة الأممية، أن تتعامل مع الأحداث الإرهابية في سورية والمنطقة بكثير من الجدية والالتزام الصادق، وهي التي تملك الإحاطة المعرفية الكاملة، بأهداف تنظيم «داعش» الإرهابي الذي أسسته، ورعته الولايات المتحدة الأمريكية، وأدواتها في المنطقة، وتعرف أنه خطر يهدّد العالم برمته حتى شعوب ومصالح الدول الراعية له، والمتطلعة إلى الاستيلاء على مقدرات الشعوب التي تريد السيطرة على أراضيها.
أما التوقف عند المدى المتقدم الذي حقّقه الجيش العربي السوري في اتجاه مكافحة الإرهاب ودحره والإنجازات العسكرية العظيمة التي صفع بها وجه الدول الداعمة للإرهاب ومنظماته الإرهابية، فالمنظمات الحقوقية والأممية عليها أن تضع هذا الأمر في حسبانها، وأن سورية مازال جيشها العربي السوري الصامد، يحمل على عاتقه مسؤولية مكافحة الإرهاب نيابةً عن العالم أجمع، لأن المدّ الإرهابي، إذا طال العالم بفكره الوهابي المتطرف والإفنائي، ولم يتم اقتلاعه من جذوره الفكرية، فلن يبقى في العالم، مايعرف باسم المنظمات الدولية الحقوقية، ولا الإنسانية، ولا الثقافية ولا، ولا..الخ  لأن التطرف نقيض الاعتدال وعدو له، ولايعرف إلا الإقصاء والإفناء، وعندها لن ينفع الإفتاء الأممي، أمام سطوة واستبداد الإفتاء الديني المتطرف، وسيكون حينها –أي الإفتاء الأممي-  هو المسؤول الأول والأخير، عن انتشار الإرهاب في العالم.. ولن ينفعه أيّ قرار بأنياب بشأن مكافحته فيما بعد، لأنه سيكون قد صار وباء سيغزو العالم كله، ويدمّره!
Raghdamardinie@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
قيمته 58 مليار ليرة.. وزارة المالية تعلن نتائج المزاد الثاني لعام 2024 لإصدار سندات الخزينة مملوك يلتقي ممثلي البحرين وسلطنة عمان والعراق على هامش الاجتماع الدولي لمسؤولي القضايا الأمنية في روسيا الرؤية المستقبلية للدعم الزراعي في ندوة تفاعلية بين الزراعة والبحث العلمي وزير الصناعة يؤكد على أهمية إحداث مراكز تابعة لهيئة المواصفات والمقاييس في المحافظات احتفاءً بعيد الجلاء انطلاق فعاليّات مهرجان الشّيخ صالح العلي في منطقة الشيخ بدر «أزاهير الجلاء تورق في نيسان» أمسية أدبية بفرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب تركيب معينات سمعية لـ 12 طفلاً ضمن البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الفافوش تثقيل جبهة الشمال.. ضربات نوعية للمقاومة اللبنانية.. عودة بلينكن ودور جديد لساترفيلد وترقّب لمسار «ردع إسرائيل» ما بعد 14 نيسان إذا وصلت إلى الأرض فستحدث كارثة اكتشاف مستعمرة من البكتيريا المتحورة الشديدة العدوى على متن محطة الفضاء الدولية