«موال عتابا» ضروري!

قالها يوماً عنترةُ العبسيّ الفارس الشهم لمحبوبته عبلة في محاولاته الشهيرة للتعبير عن مواجده نحوها: «اطلبي الإيوانَ أحمله على راحتيّ كِسرى وهاماتِ العجمْ/ أو تعالَيْ فَخُذي أشرفَ ما قُلِّدَ الإنسانُ سيفَه والقلَمْ».
فأمّا حالُ السيف وحامليه فهم في أيدٍ أمينة ولا أحد يستطيع أن يزايد بكلمة على منْ يبذلون أرواحهم الشهمة وهممهم العالية وشجاعتهم النادرة، أمّا عن حال القلم وحامليه فقد أصبحوا مثل الماشين في حقول الألغام؛ إنْ انتقدوا السلبيات وشخّصوا «فيروسات كورونا الفساد» في أداء بعض أصحاب الشؤون الخدمية وزادوا قليلاً في نكهة الدراما الساخرة التي لا تكاد تصل إلى إحدى حلقات «بقعة ضوء» أو ربع ما جاء في «ضيعة ضايعة» مثلاً من باب أن الضحكة أقرب طريقٍ إلى قلب الناس حتى العبوسين أصحاب الشأن منهم… ردّوا عليهم: بأنهم يُشيعونَ الطاقة السلبية ويزيدون النفخَ في كُور الأوضاع الملتهبة أصلاً.
وإنْ خفّفَ أصحابُ القلم من شَدِّ أقواسهم وضبّوا نبالهم و«بقجهم» وهجعوا واستكانوا قالَ لهم المواطنون: كلامُكم بلا بنكهة «لا حامض حلو لا شربات» ولا يترك خدشاً واحداً مؤلماً في وجه الفاسدين على الأقل ليتذكّروه ويتّعظوا كلما هَمَزتْ لهم نفسُهم بالتهام الأخضر واليابس. أو قالوا لهم: إنكم تعيشون على الزُهرة «كوكب الشهرة والثروة والمتعة» فيما الناس تتقلّى وتتشوّى في جحيم الغلاء المستعر.
وهكذا «احترنا يا أقرع من وين بدنا نمشّطك»؛ فلا المعنيون يسعفوننا ولا الناسُ يعذروننا ولا الضميرُ يتركنا لننام براحة بال وهناءة أحلام… لذلك اسمعوا منّي هـ«الموّال العتابا» الضروري «أحسن شي»:
«قال ارحموني عام صدّوا وعام لِينوا/ومرمى سهام قلبي عاملينوا
بقلبي بحور شوقي عاملي نَوّ/ ويا شطّ البحر شو مفرِّق حبابْ»
عرفتوا كيف يا أحباب؟!..أي نعم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار