مبادرات تفاؤلية

بدت حملة (ليرتنا عزتنا)، أشبه بمهرجانات ترسم بسمة على وجوه المارة والمشاركين، تلك المبادرات الشعبية التي أطلقها أناس من أصحاب محال تجارية أو «بسطات» متنقلة تحمل بضائع أو هدايا لتشمل مختلف أنحاء مدن ومناطق القطر، والتي أخذت أساليب مختلفة لعرض البضائع والتي تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني، وبما يصب في مصلحة المواطنين.. هذه الحملة التي أتت كردِّ فعل على الارتفاع غير المسبوق للأسعار، وتحمل في مضامينها ما يبث على تحسين الحالة النفسية للناس ويزيد جرعة التفاؤل لديهم، إلى جانب تعزيز الثقة بعملتنا، كما تحمل في طياتها «مسحة» اجتماعية من خلال تقديمها أشياء لأسر فقيرة أو محتاجة تسد رمقها في هذه الظروف الصعبة، وفرصة لقضاء حوائج الناس من دون أن تكلفهم ما لا طاقة لهم به.
حملة (ليرتنا عزتنا) بدأت بأشياء بسيطة جداً، كأن يعرض صاحب محل فلافل بيع «سندويشة» (بليرة واحدة فقط)، أو أن يعرض فلاح بسيط صندوق بندورة لبيعه بليرة، مروراً بمواد استهلاكية وصولاً لأشياء «كبيرة» كعرض شراء ليرات ذهبية وغيرها، وانتهاء بالمواصلات المجانية بين الريف والمدينة، حيث رافق هذا الحراك الإيجابي حملات ودعايات أتت -على تواضعها- تشجيعاً وتحفيزاً ودعماً لشعار (ليرتنا عزتنا)، من أناس يريدون إيصال رسالة للعالم أجمع بأن السوريين يد واحدة في دعم اقتصاد بلدهم، وهم من يقدمون الغالي والنفيس في سبيل عزته، ويقفون في وجه ارتفاع الأسعار من خلال دعم الليرة، لكن في موازاة ذلك يفترض على الجهات المختصة العمل على محاسبة الفاسدين والمتلاعبين بقوت يومنا ووضع حدّ لكل من احتكر المواد الغذائية بغية تحقيق المزيد من الأرباح، والأهم مراقبة الأسعار وضبطها، وبهذه الخطة نعمل قولاً وفعلاً على تحسين قيمة (ليرتنا عزتنا) ويمكن أن تستعيد هيبتها ورمزيتها بشكل أقوى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار