«دكاكين» تثقيفية!

إنها سحر الموضة.. لابد من أنها مغرية إن لم يكن على ارتكاب تفاصيلها لكنها ستشد بالتأكيد لمتابعتها أو معرفة ما هو جديدها، والموضة ليست حكراً على دور الأزياء وملابس الصيف والشتاء وتصميم المنازل وستائر الصالونات.. بل استطاعت أيضاً أن تؤطّر العلاقات الاجتماعية، وصار الافتراض عالماً يتأثر بقوننة الموضة والقوالب الجاهزة للأفكار، ويمكن أن يفتح لك باباً لصلة رحم جديدة لم تكن في الحسبان. حتى إن الساحة الثقافية طالتها «لوثة» الموضة، وبتّ تشك في أن المفكرين والكتّاب في قبورهم يستثمرون في منصات التواصل الاجتماعي ويروّجون لمنتجاتهم بـ«تبويبات» بسيطة تدرك وأنت تقارن بين غزارة ووفرة ما قدّموه، وما تطالعه من منابر وروابط بأن أيادي تجارية هي من تسوّق لحضور –عفواً- قزم وأنت تشاهده تحت عناوين «حكم وأمثال المفكرين» (45 نصيحة للعقلاء) (102 حكمة عن الشجاعة) (أجمل ماقيل في الحب والغزل) وعناوين أخرى فرعية كلّها بتوقيع أهم المفكّرين والفلاسفة والشعراء، حتى إنك تظن أنك قادر على أن تصبح جهبذاً إن قرأتها في خمسة أيام..!! تلك الدكاكين التثقيفية لابدّ من أن لها قيمة إيجابية، وهي تأكيد أن (القيمة) ليست مرتبطة أبداً بعلوم التجارة والاقتصاد، وأن النفعية، المادة فيها ليست شرطية، فحفظ بضعة أقوال وأسماء المفكرين أفضل تماماً من الجهل التام، ومادمنا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا والاتصالات والوجبات الجاهزة والموضة فلابد من أن تكون الثقافة نافذة تتأثر بالأوكسجين العام، ويمكن أن تصير فيها الدكاكين الافتراضية (والكل حكيم ومثقّف) عوضاً عن المكتبات، مع إن هذا الحاسب و«الموبايل» يملك حيّزاً لا منتهياً من العلوم والكتب والمراجع، وفاتورتها فقط القليل من الوقت يجعلك حينها تقرأ حتى اختزالات الدكاكين بعيون أخرى:
– عندما يصبح كل شيء سهلاً، يصبح المرء غبياً بسرعة (مكسيم غوركي).
– إن المعرفة لم تعد قوة في عصر السرعة والإنترنت إنما تطبيق المعرفة هو القوة (كفاح فياض).
– الكمبيوتر: مليون غبي يعملون بسرعة الضوء (ديفيد فيريه).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار