(ليرتنا عزتنا)

في لفتة إضافية تضامنية قد تسهم في تخفيف الظروف الصعبة عن المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً أمام تصاعد الأسعار وجشع بعض التجار الذين سلبوهم لقمة عيشهم وما في جيوبهم من مصروف أسرهم وإعادة الألق إلى عملتنا الوطنية, أطلق العديد من الفعاليات والمحال التجارية وسائقو سيارات الأجرة وصالونات الحلاقة وحتى بعض الأطباء والصيادلة والمطاعم والفنانين المبادرة المجتمعية (ليرتنا عزتنا) لبيع موادهم أو تقديم خدماتهم لقاء مبلغ ليرة واحدة فقط ولفترة محددة.
قد يرى البعض أن تلك المبادرات ما هي إلا إعلان للقائمين بها وترويج لبضائعهم أو خدماتهم ولكنها فكرة تستحق الوقوف عندها والثناء على جهود من يقومون بها لما لها من طابع إنساني ووطني في تمسكهم بالعملة الوطنية ومحاولة استرداد قيمتها إلى ماكانت عليه ولما لها من تآخٍ ومساعدة الناس بعضهم بعضاً, والتفاتة إلى الزمن الذي كانت فيه الناس يداً واحدة في وجه الملمات والصعاب. هنا يمكن القول: إن تلك المبادرات على اختلاف مسمياتها وفتراتها هي محاولة للنهوض من جديد في واقع, بات المواطن فيه يئن تحت وطأة الحرب والحصار وكل ما له علاقة بحياته المعيشية, وتحتاج تشجيعاً وتنظيماً بما يضمن وصولها إلى المستفيدين بشكل صحيح ونشرها على نطاق أوسع وفي كل المحافظات, وذلك من قبل فعاليات رسمية وجهات عامة والإعلان عن معارض أو مهرجانات لفعاليات كهذه لتحقيق الهدف منها بعيداً عن العشوائية في إعلانها وتوقيتها, وإذا أمكن تأمين أماكن خاصة لتلك الفعاليات والمبادرات كأن تجرى لفترة محددة في محافظة ما ثم تنتقل إلى المحافظة الأخرى. لعلها تكون رسالة من صغار الكسبة ومن فعاليات تجارية بسيطة للتجار الكبار للاقتداء بهم والإحساس بمعاناة إخوتهم وتخفيض أسعارهم قدر الإمكان بما يمكن المواطن من الحصول على حاجاته ومستلزماته المعيشية وبالدرجة الأولى يدعم عملتنا الوطنية التي تحتاج جهود جميع أبناء البلد المخلصين, وأن يقوموا بمبادرات كهذه على مستويات أكبر شريحة من المواطنين للاستفادة منها وتعود بالنفع على البلد وعلى اقتصاده, لا أن يكتفي المواطن بالشكوى دائماً وبذلك يكون جزءاً من حلِّ أي مشكلة تواجهه كفرد فاعل في المجتمع في ظل الظروف الصعبة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار