يخطئ من يظن أن عجلة الإنتاج قي القطاع العام, يمكن أن تمر من دون المرور بالمكون الصناعي, باعتباره الأوسع نشاطاً, والأكثر عائدية, والأقوى في تركيبة المنتج الذي يغطي حاجات السوق المحلية, إلى جانب توفيره مستلزمات أساسية, هي بمنزلة مكونات رئيسة للمنتجات الأخرى, التي غالباً ما تشكل نشاطاً اقتصادياً مهماً, ولاسيما في المجال الزراعي, والخدمي وقطاعات التجارة أيضاً..
لذا كان الاهتمام الحكومي بالمنتج الصناعي الأوسع حظاً في سلم الأولويات, ضمن برنامج الإصلاح, حيث وضعت وزارة الصناعة رؤية اصلاحية شاملة , سجلت أولى خطواتها, تشكيل لجنة مهمتها الإشراف على تنفيذ الأنشطة المطلوبة لإصلاح المؤسسات الصناعية, ضمن رؤية واضحة, وبرنامج تنفيذي قابل للتطبيق, يأخذ في الحسبان جملة من القضايا في مقدمتها:
مسوحات تقييم الأداء على المستوى الفني والإداري, مروراً بعمليات التشخيص للمشكلات المزمنة, من دون نسيان تطوير البيئة القانونية, وإجراء عمليات التصنيف وإعادة هيكلة المؤسسات تنظيمياً ومالياً, والعمل على بناء القدرات, وتحديد الخيارات الاستراتيجية التي تبنى عليها تنفيذ كل الخطوات السابقة الذكر, بما يخدم أهداف المرحلة المقبلة, ووضع معايير مناسبة يتم من خلالها تحليل واقع المكون الصناعي وترجمته على أرض الواقع, ولاسيما فيما يتعلق بالقيمة المضافة ومعدل نموها, وإنتاجية العامل بالقيمة والكمية والآلة وقابلية الزيادة في هذا المكون,إضافة لمعايير معدلات نمو الإنتاج الإجمالي, بصورة تعكس الواقع الراهن للشركات المنتجة, وتحديد هويتها ما بين رابح مستمر بالزيادة, وشركات لديها مشكلات قابلة للحل والانتعاش من جديد, وأخرى تستنزف الموارد والمقدرات بحاجة إلى تصفية واستثمار بنبتها في مجالات أخرى.
وبالتالي هذا التقييم يسهل عملية تحديد الإجراءات, ورسم الحلول الممكن تطبيقها على الأرض, والبدء بتنفيذ إجراءات يمكن من خلالها تحقيق برنامج إصلاحي يختصر في مكون الزمن, المراحل الربحية, والعائدية الاقتصادية الكبيرة وانعكاسها بصورة مباشرة على القطاعات الأخرى التي تستفيد بصورة مباشرة من زيادة إنتاجية القطاع الصناعي, وانعكاس هذه المردودية على الواقع العام الاقتصادي, وتحسين مستوى الدخل لكل شرائح المجتمع, وجلّ ما نتمناه ألا يطول برنامج تنفيذ هذه الاستراتيجية, وألا تذهب إلى أرشيف الحكومة الذي يحوي مئات الاستراتجيات التي أعدت خلال السنوات السابقة, ليس على مستوى القطاع الصناعي فحسب, بل لكل القطاعات… والجميع بانتظار التنفيذ والنتائج..!
Issa.samy68@gmail.com