حلول «الذكية»

أزمات عديدة ومتنوعة تعيشها البلاد هي بالتأكيد من إفرازات الحصار الاقتصادي الوحشي التي يتعرض له البلد من جانب الدول الاستعمارية الإمبريالية، وهي إفرازات تركت ندوباً ثخينة لكن المعالجات لاتزال دون المستوى المطلوب.
فلتان سعري وصل حداً لا يحتمل, ففاتورة المعيشة أرهقت الناس, وصارت حديثهم اليومي.. وأمام كل ذلك تتحدث وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الآن عن توجهها لتوزيع مقنناتها عبر البطاقة «الذكية» هذه البطاقة التي يبدو وكأنها لم تستطع ضبط إيقاع تأمين مستلزمات المعيشة.
وبعد نقاش مستفيض توصلت «الوزارة» إلى الحل الذي لا يبدو أنه يتسق مع ضرورات مواصلة البحث الجدي لإيجاد مخرجات عند حدوث أزمات, حل ينهي أزمة الغلاء, ويشعر أي مواطن عندما يحصل على حاجته من سكر أو شاي.. أو غيرهما.. بسعادة لأن معاناته ستزول, وستصبح الأسعار مقبولة, لذلك كله نتمنى أن ينطبق مفهوم التدخل الإيجابي على ما تفعله وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك؟!
من غير المقبول بحق مواطن مازال يكابد ظروف معيشة صعبة أن تخرج عليه إحدى الوزارات المعنية بحمايته من الاستغلال والاحتكار وغلاء الأسعار بحل لا يقدم أي نتيجة ترقى إلى المستوى المطلوب أمام ما يحصل من فوضى أسعار يدفع ثمنها المواطن..!
ما نحن فيه يؤكد أننا نحتاج مضاعفة العمل وعلاج الخلل أولاً بأول حتى نضمن تحسين كل المناخات وتعظيم مشاركة القطاع الخاص للقضاء على العديد من المشكلات ومواجهتها بعين من الصوابية والمكاشفة الحقيقية.
فعندما تكون الظروف استثنائية فإنه من المنطقي أن يكون سلوكنا بكل أشكاله استثنائياً ومدروساً بدقة متناهية، إذ إنه من الواضح أن أعداءنا يتربصون بنا كل شر وبأكثر الأساليب وحشية، وإزاء ذلك فإن أي تقصير من أحد حتى لو كان غير متعمد يسعد أعداءنا ويساهم بشكل أو بآخر في تحقيق أهدافهم الدنيئة، وبالمقدار ذاته فإن أي نجاح نسجله في مواجهتهم بما في ذلك المساهمة الفاعلة في التخفيف من تداعيات حصارهم الوحشي بما يفضي إلى تحسين معيشة الناس سيغيظ أعداءنا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار