التمديد الوظيفي.. لمن؟!

قصة التمديد لبعض الموظفين في القطاعات الحكومية، ليست بجديدة وهي أشبه ما تكون بحكايات (ألف ليلة وليلة) التي نسجت قصصها حكومات متعاقبة، فرضتها على أرض الواقع، تحت مسميات مختلفة، تارة من باب الخبرة والميزات الفنية والعلمية، التي لا تتوافر في غيرها، وتارة تحت مسمى مستشار، وغير ذلك من توصيفات «نامت» تحتها شخصيات أعطت ما لديها خلال سنوات عملها، ولم يبق ما تعطيه خلال فترات التمديد..!
الأمر الذي ترك أثاراً سلبية على واقع العمل في مختلف القطاعات، لكن الأثر الأكبر في القطاعات المنتجة التي تترجم عملها بحقائق رقمية، هو بمنزلة المؤشر الحقيقي لأي أداء، والأهم ثبات هذه الأرقام من دون أي تغيير يتماشى مع حالة التمديد لتلك الكفاءات، تحت حجج ومسوغات يمكن توافرها في الصفوف البديلة المتوافرة في أي قطاع..
لكن المشكلة ليست في عمليات التمديد ذاتها، بقدر ما هي في بعض الأشخاص الممدد لهم، وطريقة اختيارهم المبنية على العلاقات الشخصية(الواسطة) وقربها من بعض أصحاب القرار ومواقع النفوذ، وليس على أساس الخبرة والكفاءة في العمل، أو صعوبة الاستغناء عنها في ظل تراخٍ كبير في مواقع العمل لدى العديد من القطاعات، التي أثبتتها التجربة السابقة، ومازالت مستمرة إلى الآن..!
وما يثير الاستغراب التمديد لأشخاص دون غيرهم من أقرانهم الذين يمتلكون الخبرات نفسها وأدق تفاصيل العمل، علماً أن قطاعاتهم في أمسّ الحاجة لهم، وهناك العشرات منهم لم يمدد لهم، وخرجوا «من دون أسف عليهم» إلى بيوتهم، والتمديد الفعلي طال أشخاصاً لم يحققوا أي إضافات إنتاجية أو علمية في العمل، بل للحفاظ على ميزاتهم ومكتسباتهم المادية، محتفظين بـ«البريستيج» الوظيفي لسنوات تعكس صورة سلبية في العمل، وحدوث ردات فعل سلبية على بقية الكفاءات الفاعلة، والمنفعلة بصورة ايجابية في مواقع العمل.!؟
وما يثير الاستغراب والمزيد من التساؤلات لدى الكثيرين في صفوف القيادات في القطاع الحكومي وغيره، بشأن طريقة وكيفية اختيار وانتقاء هذه الخبرات، وما الأسباب الموجبة التي تدفع بعض الجهات الحكومية لاختيارهم، وتضرب عرض الحائط بخبرات وكفاءات بديلة يمكن أن تحقق فوائد وعوائد اقتصادية في العمل، والأهم؛ ما مدى قانونية هذا التمديد في فرض «بريستيج» وظيفي (مفصّل) على أشخاص بعينهم، أم إن هذا عرف حكومي موروث لا نستطيع التخلص منه إلا بإعادة برمجة حقيقية عن الكفاءات والخبرات التي تخدم بالفعل ميدان العمل الإنتاجي لا غيره، لا أن نمدد لأشخاص همهم الـ«بريستيج» والحفاظ عليه..!؟.
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار