مشروع المشروعات.!

بالعلم فقط تتطور المجتمعات وتتسابق الدول بإنجازات تقدمها وتفوقها, ليس فقط بالخطط والاستراتيجيات والكلام المكرور الذي تبث سمومه الحكومات لشعوبها, همّها ليس الارتقاء بالمستويات ككل بمقدار بقائها على كراسي «الوجاهة» والتنظير الزائف..!
يقولون : إن أردت أن تعرف من يقود العالم وكيفية تفوق هذه الدولة عن تلك بصناعاتها وغزو منتجاتها للأسواق الأخرى, انظر فقط ببساطة إلى بعض الحكومات التي استثمرت بالعلم وركزت على بناء نشء سليم قوي علمياً ومنهجياً.. فمن يعرف الاستثمار في قراءة المستقبل, وهي ليست بالمهمة الصعبة بعيداً عن التنجيم والضرب بخيالات صعبة, قادر على صنع المعجزات وتذليل أي صعاب, ومن يتقن فنون النصب والتفنن بممارسة الفساد وأشكاله و«غبّ» الملايين قادر أيضاً على الاستفادة من المناحي كلها التي تضع أجيالاً متلاحقة على سكك التعليم وجادة العلم القويمة التي نفتقرها حقاً اليوم.
أمر مضحك بحق ذاك الذي صدر عن وزارة التربية, بعد كشف ملابسات سرقة المليارات في عقودها «المصونة», الآن هي بصدد النظر من جديد في كل تشريعاتها وإجراءاتها لضبط الإيقاع وعدم ترك أي ثغرات تتسلل لها الأيادي الآثمة لسرقة اعتمادات كان من الأجدر ذهابها لاستثمار العقول وفتح مسارات وآفاق رحبة أمامها كي تبدع وتترك بصمات تسجل عبر سجلات التاريخ.!
كان من الأولى على واضعي اعتمادات «التربية» المتلاحقة التركيز على فهم آفاق المستقبل وتخطط للوصول لها, مرتكزة على معطيات الحاضر بكل تجلياته وصعوباته, فالعلم كما يقولون: نقطة الانطلاقة نحو الريادة والتطور والرقي, وهو من أهم المشروعات على الإطلاق, ولا ذكرى لمن لا يسجل بصمات عظيمة في التعليم.. وليعلم السادة أن عالم اليوم وغداً هو عالم البشر بلا منازع.. بماذا تنفع كثرة المشروعات وتنوعها وبقيم بالمليارات إذا «سلمت» من السرقات لإنسان مازال متخلفاً..؟!
لا مناص من التعليم, لنتقن صناعته ومجالات استثماره بالشكل السليم, فهو القطاع الوحيد الذي لا يخسر..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار