سُلطة الأبوين على الأولاد باتت سلطة مشروطة ولتحقيقها يفترض على الأب والأم تقديم ما أمكن من ميزات وكماليات لأبنائهما حتى ينالوها, فالقصة صارت اليوم معكوسة وماعاد تقديم ما أمكن من أساسيات كفيلاً بتقبيل الأيادي والجباه والسعي لنيل الرضا من الوالد ومن نبع الحنان….
وحكايا الـ (كان ياما كان) المتمحورة جميعها حول الامتنان والعرفان للآباء والأمهات ماعادت حكايا بنت يومها وماعادت تغرورق لها العينان ويفيض في حضرتها تأنيب الضمير والحنان.
فما دام قد تم نيل المباركة والتشرف بلقب (أبو وأم فلان) فالأحكام الجزائية قيد التفعيل والتنفيذ, ما أحلى طلبات من قبيل بسكوتة وعلكة وعلبة حليب أمام العروض المتراكمة لمتطلبات الصبايا والشباب وفنون التربية باتوا يتلقونها من منصات «الميديا» ووارد (الشات) وكلمات من قبيل «أحتاج ويلزمني وينقصني..» كلمات مفتاحية لأحاديث يتقنها الشباب مع كل أول شهر وتوزيع الراتب المكلوم بحسابات الفواتير و«السمّان» ومصروف المدارس والجامعات.
وما بين عصبية ونرفزة الأب كرد فعل طبيعي وتحمل الأم القسم الأكبر من «فشّة» الخلق سيتم في النهاية تحقيق الرغبات لأن السلطة الأبوية باتت مشروطة وساعد في ذلك الظروف الدخيلة وثقافة الدروس الخصوصية ومواصلة المحال وصالات «المولات» عرض موديلات الألبسة للصيف والشتاء بحركة متوازية مع عروض محال الوجبات السريعة والكافيهات.
أما الموبايل الذي بات- وحسب شروحات الأولاد- العصب الأساس للدراسة والتحصيل العلمي فهو مرهون بسعة الذاكرة و«الرامات» وهذا ما يتطلب فك «كيس» متواصل بحلول من قبيل الاستدانة أو الانضمام إلى جمعية أو التقديم على قرض والسبب وراء ذلك شراء «لابتوب» أو«موبايل»..
طلبات وطلبات وحمل إضافي على كاهل رب الأسرة الذي بات يحتاج ورقة رأف بالحال منظوراً بها في مؤسساتنا التربوية من مدارس ومعاهد وجامعات وكذلك التاجر والسمّان (ارحموا أبو فلان) يرحمكم من في السماء.