علاج.. بالاستجداء..!
يصادفك حالات بشر لا يحتاجون شرحاً لتبيان مدى حاجتهم لأي خدمة أو تنفيذ حاجتهم، أو لنقل بصراحة تسولهم ومناشدتهم لتلبية خدمة ماسة قد تكون صحية مثلاً، فكثيرة هي الحالات الإنسانية التي تبعث في النفس شعوراً سيئاً بسبب التقصير الحاصل في تقديم كل ما يلزم لمواطن لم يعد له أي ملجأ آمن لدرجة أن مراكز خدمته التي تحمل اسمه «المبجل» يحتاج فيها إلى واسطة ودفع..!
نعم.. كثيرة هي المشاهد التي تدمي القلوب بحق أمام مرأى ومسمع الجهات والأجهزة المعنية في هذا القطاع أو ذاك المرفق، ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا: هناك قصور وتجاهل كبيران في مرفق على درجة كبيرة من الأهمية، ألا وهو الخدمات الصحية التي تتغنى أجهزة الصحة بمجانيتها، مع عدم الانتقاص مما تحقق ومما يعطى ويقدم من خدمات للمرضى الفقراء وهم كثر جداً…! لا شيء يوجع القلب أكثر من مشهد شخص يستجدي العلاج لنفسه أو لأحد أفراد أسرته عبر الطلب المتكرر من طبيب أو رئيس قسم وسواه، ولا من مجيب لشكواه من آلام مبرحة ألمت به… قمة البؤس ألّا تجد مناصاً من أن تظهر في أوج ضعفك أمام الناس، أو أن تشعر بأن استجداءك هو الباب الأخير الذي لابد من أن تطرقه على الملأ على أمل أن تستعطف قلوباً تركتها الحنية والإنسانية سعياً وراء جني الأموال، لكن من دون أي فائدة، فلا تجد آذاناً تسمع أو نفوساً تتفهم وتعي مأساة العباد، وهنا، لا يبقى أمام العاجز عن تأمين دواء أو خدمة أو الوصول إلى معرفة وواسطة سوى رفع راية الاستسلام لقلة الحيلة والوسيلة….
الجهات المشرفة على تقديم الخدمات الصحية مسؤولة مباشرة عن صحة كل مواطن، ودورها تالياً لا ينتهي عند عبارة «إن المذكور دخل المستشفى وتم إجراء الفحوصات» فقط، بل تقديم كل ما يلزم له ولكل العباد بلا استثناء، فالغاية تتمثل في حقيقة الوصول إلى علاج ناجح، بعيد عن أن أي استغلال أو نواقص، لا أن تترك المرضى يستعطفون من يملك اليد الطولى، وفهمكم كفاية..!