وعود….!

تنهال تصريحات بعض المسؤولين بالحديث عن الاستراتيجيات المتوقعة والوعود الخدمية والخطط التي عكف عليها المعنيون في كل وزارة، بأن هناك انفراجاً في تأمين وتوفير المشتقات النفطية، فقد تم توفير مادة الغاز، وانفراج في تأمين الكهرباء، ولا اختناقات على محطات الوقود، وتأمين المازوت، وحلّ أزمة النقل، ومراقبة الأسعار والأسواق ومحاسبة المتلاعبين بقوت الشعب والمستغلين، وضبط سعر الصرف وسرقة المال العام، ومكافحة الفساد و.. و.. القائمة تطول، ويكاد عدد هذه الوعود لا ينتهي لكنها قيد الانتظار كـ«ذرّ الرماد في العيون»، من دون إيجاد حلول واقعية للمواطن، والتسويغات مثل الكرة يتقاذفها المعنيون بتصريحاتهم ليرمي بها كل واحد منهم في مرمى الآخر، لكن للأسف الثمن كان فقدان الثقة بين المواطن والمسؤول.
و.. المواطن مازال يتساءل: لماذا لا تتم محاسبة كل مسؤول عن تصريحاته، ومقارنتها بما أنجزه فعلاً على أرض الواقع سواء كل سنة أو عند انتهاء مهامه، ليدرك الجميع أن المواطن هو سيد المواطنة في هذا الوطن، ويجب عدم إغفاله أو الضحك عليه، وإلا عن أي دعم حكومي يتحدث مسؤولوه؟.
نحن نعلم أن التحديات التي تعصف بالقطاع الاقتصادي كثيرة وبحاجة لسياسات جدية صارمة من الحكومة لحلّ العقد المفصلية التي تشكل عبئاً مادياً ومعنوياً، ووضع أولويات المواطن أولاً وأخيراً نصب عين الحكومة، وخاصة لأنه تحمّل الفاتورة طوال سنوات الحرب ولم يلمس ثمار أي إصلاح أو تحسناً في الوضع المعيشي لكن «أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً».
على المقلب الآخر، نتفهم رغبة الحكومة وحاجتها لبثّ روح التفاؤل والأمل لدى المواطن، علماً أن جملة التعديلات والقرارات التي طالت قطاعات مختلفة في الاقتصاد مؤخراً تنبئ بأنها مقدمة لإصلاح حقيقي منتظر، وأن الفترة القادمة ستكون أفضل.
أنا لا أتعاطف مع الحكومة ولا مع وزرائها، لأن معظم التسويغات كانت غير مقنعة، لكن على ما يبدو أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان.
وتبقى الورقة الأخيرة.. مازال المواطن يأمل بضربة حظ للحصول على حاجاته الضرورية وتحسين وضعه المعيشي… والتساؤلات كثيرة وتبقى بانتظار الرد!
hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار