الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرض لها جزء من المناطق خلال العام الماضي وهذا العام، تسميها الكثير من وسائل إعلامنا بشتى أنواعها بـ«الكوارث الطبيعية» لأنها تتسبب في خراب الممتلكات والمزروعات, وفي العام الماضي بالأرواح، وحقيقة الأمر هي ليست كوارث طبيعية إنما نِعَم طبيعية ولكن تصرفات واعتداءات الإنسان عليها جعلها تتحول الى كوارث عليه، فعندما يعتدي الإنسان على مجاري هذه السيول الطبيعية في الجبال والمناطق السكنية والوديان ويحوّلها إلى مزارع ومبان ويطمرها وينفذ بها مشاريع وووو.. الخ ستعاقبه الطبيعة في وقت ما.. لاشك.
ولو أوقف الإنسان اعتداءاته على الطبيعة لما اعتدت عليه ولكانت حولت حياته واقتصاده الى نعمة كبيرة، وكلنا يعرف أن الحروب القادمة هي للحصول على المياه وتاليا فلا بد لنا من طريق نستثمر بها هذه السيول والنِعَم ونحولها إلى مصلحتنا بشكل عام، فما زلنا نهدر مياه هذه السيول ونحولها لأقنية ومجاري وشبكات الصرف الصحي ونوجهها بعد ذلك إلى مجاري الأنهار لنلوثها من دون أي استفادة منها، ولكن الأجدى أن نعمل على استثمار أمطار السيول الغزيرة ونحولها من خلال مجاريها الطبيعية بعد تخليصها من اعتداءات البشر إلى أماكنها الطبيعية وهي السدود والسدات والمياه الجوفية ومصائد المياه، وحتى لو أن مجاري هذه السيول الطبيعية لاتؤدي إلى سدودنا الصناعية والطبيعية فمن المفروض أن ننشئ سدات ومصائد لتجميع هذه المياه التي تعد ثروات طبيعية ونستثمرها بالزراعة ودعم مياه الشرب وبالكثير الكثير من الاستخدامات، وندرك جميعاً كم يكلف استخراج برميل المياه من جوف الأرض من وقود ومحركات وجهد ووقت وعمال لسقاية المزروعات وينعكس كل ذلك بالنتيجة على جيوب المواطنين وقدراتهم، مياه السيول هذه التي يسميها البعض كوارث طبيعية لو تم استثمارها بشكل مدروس لانعكست نعماً كثيرة على اقتصاد الوطن من خلال استثمارها بأغراض كثيرة وفي مقدمتها القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي إضافة إلى الكثير من الاستخدامات التي لايتسع المجال لذكرها فكل شيء عندنا بحاجة إلى المياه ابتداء من البيئة وانتهاء برفاهية المواطنين… أيها الناس أوقفوا اعتداءاتكم على الطبيعة وستتحول عليكم كوارثها إلى نِعَمٍ كبيرة… ودمتم.