«التجربة والخطأ» الأمريكي مجدداً في سورية
لأن الرأي العام العالمي بات يعي حجم التغيرات الدولية الحاصلة على الساحة الدولية، وحجم الكذب الذي يصدره مسؤولو الحكومات المتورطة بكل ما يحدث من حروب وإرهاب وجرائم.. لا بد من معرفة الحقيقة لأحداث أثرت بالبنية الدولية بشكل عام، وفي المنطقة العربية بشكل خاص وجعلت من سورية بعد الغزو التركي، بموقع الصدارة..
حان الوقت للتحدث عن الحقيقة..
في مقابلة للرئيس بشار الأسد مع الـ«آر تي إنترناشيونال ورلد» الـــروســـــية، وصف السيد الرئيس الحرب على سورية بمسمياتها وواجه الروايات المضللة، ونعت مشغليها وأدواتهم بأوصافهم الحقيقية، وأشار إلى الظهور المسيس لتنظيم «داعش» كيف صار وإنه ظهر في سورية والعراق من العدم وبقدرة أمريكية وبسلاح أمريكي، لأن جردة الحساب الأمريكية في العراق أظهرت حجم الخسائر في جيشهم وداخل الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك كان لا بد من المثابرة بتحقيق الأجندة الأمريكية التي ما اختلفت يوماً وإنما تعددت أساليبها، وكان لا بد من تحريك الأدوات بتجارب جديدة هي عنوان السياسة الأمريكية (التجربة والخطأ)، واشنطن التي باتت تفقد هيمنتها صحت بعد الطغيان على ضرورة خوض حرب بقاء فكان الخطأ تتلوه أخطاء، والاستعانة بما سمّوه «المعارضة المسلحة» و«ملائكة الخوذ البيضاء» ليست إلا فصولاً من مسرحية احتاجت شخوصهم لتنفيذ المخططات التي لم تكن إلا «لإسقاط» سورية ونهبها، كما هو حال حضور أمريكا أينما حط رحاله فلا بد من تكريس دوره المعروف تاريخياً بسرقة موارد الدول وحقوقها.
لقد لفت الرئيس الأسد لمزاعم «أنسنة الخوذ البيضاء» وهم في الحقيقة ليسوا إلا مقاتلين في صفوف الجماعات المسلحة و«فيديوهاتهم» وصورهم تثبت ذلك، وفبركات الكيميائي التي ما تزامنت إلا مع تقدم الجيش العربي السوري وبينما كانت وفود مراقبي منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ومبعوث الأمم المتحدة مسيسة غير حيادية لأنه لا يمكن أن ترسل واشنطن غير الدمى..
لقد شخص الرئيس الأسد حال الاستقرار الذي تعيشه سورية اليوم بأنه نتيجة الكثير من التضحيات لآلاف الجنود ما بين شهيد وجريح، وخسارة العديد من المدنيين لأرواحهم، قتلوا بقذائف الهاون والإعدامات، وصبر عوائل مازالوا في انتظار مخطوفين وقعوا في يد العصابات المسلحة.. الشعب الذي ناله الكثير من الأضرار والذي تمت «معاقبته» لأنه يدعم جيشه ورئيسه بعقوبات اقتصادية ستكون عقبة في إعادة الإعمار..
حقاً لا يوجد نظام دولي ولا قانون دولي وإلا ما كان في غفلة عما يجري في سورية من انتهاك صريح للقوانين الدولية والاتفاقيات، ولا يوجد سلم وأمن وأمان ما دام ما يحرك بواطن السياسات الأمريكية والغربية هو المصالح الاستعمارية ومادام الكيان الصهيوني يسكن خاصرة الوطن العربي.
محاربة الإرهاب في سورية تعني محاربته في أي دولة أخرى لأنه كما ذكرهم الرئيس الأسد «الإرهاب لا حدود له ولإيديولوجيته وسيكون عابراً للدول ما لم تتم محاربته في سورية».
الخطأ الأمريكي لا بد أنه سيتكرر بعد تجربة الحرب على سورية التي فشلت بفضل حكمة القيادة السورية متمثلة بشخص الرئيس الأسد وبسالة جيش سورية البطل وصمود شعبها.