نعم نستطيع
«الرجلُ الذي يحرّك الجبال يبدأ أولاً بحمل الحجارة الصغيرة بعيداً».
قالها كونفوشيوس، وحققها الرئيس بشار الأسد.
بموضوعيةٍ، وبلغة الرجل المسؤول، كان لسان حال الرئيس الأسد في مقابلته الأخيرة عبر أثير الإعلام الوطني، فكان التشخيص الشفّاف لواقع الحال من دون «رتوش»، وكان الصوت الصدى لهموم المواطن، والطبيب الناجح الذي يعي حجم الجروح، وآلية شفائها التي تتطلب مراحل معالجةٍ وعمليات استشفاءٍ، وقبل كل ذلك الإرادة..
ومعه كان الإعلان بفعل النهوض.. فهل نستطيع؟
نعمْ نستطيع، قالها القائد -ونستطيع إسقاطها على جميع الجوانب- وهو الأقرب إلى خلجات ووجدان الشارع السوري، وهو الحاضر أبداً تفاصيل يومياته ومشكلاته وأوجاعه، تلمّس همومه ويسعى دائماً لتحقيق آماله وأحلامه.
ميدانياً كان التوصيف الواضح لمنهجية المؤسسة العسكرية ما بين الاستراتيجية والتكتيك، وكانت أخبار الجزيرة السورية جملاً مفتاحية لنصر سيطول إدلب، المحافظة التي ستكون حاضرة خريطة التحرير؛ سلماً أو حرباً، مع تأكيد استمرارية العداء للكيان الصهيوني.
أما داخلياً، فكان الشأن الحكومي تحت المجهر، يناظره الرئيس الأسد بكل شفافيةٍ مع شعبه الذي تعوّد دائماً على موضوعية قائده وحواراته التحليلية للأعراض، التي تتعامل مع الأسباب في ظلّ ظروف سياسية واقتصادية فرضتها حربٌ لثماني سنوات، فكانت المؤسسات الناجحة التي استطاعت المثابرة على تحقيق خدماتها وتهيئة ما أمكن من البنى التحتية، برغم الظروف الصعبة، وكانت أيضاً المؤسسات المقصِّرة في تحقيق واجباتها، وستقوم الحكومة بلفظ كلِّ إدارة تنتهج الكسل وعدم وضوح الرؤية والاتكالية.
فالتقييم هو الأداة الأمثل التي نتلمس من خلالها الفاصل ما بين الأسباب التراكمية لمفرزات الحرب والأخرى المرتبطة بتقصير الأداء.. أما محاربة الفساد، فهي مشروع متواصل، ومكافحته تتم من خلال الواقع من دون الاعتماد على التسويق الإعلامي، ولا مجال للتساهل في أيّ هدر يطول أموال الدولة والشعب، وسيتم تجاوز جميع الثغرات الموجودة في البنية القانونية لتتم محاصرة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وسيكون للإعلام دور كبير فيها، ومن خلالها يساهم في الحضور كأداة مهمة في مكافحة الفساد.
نعمْ نستطيع..
برغم الظروف الصعبة ومفرزات الحرب الاقتصادية والاجتماعية، إذ إن السيد الرئيس مؤمنٌ بشعبه الذي صمد وقدّم التضحيات، ومؤمنٌ بمقدرته على التلاحم والتعاضد والتكافل والاندماج الإيجابي الذي سيولّد الطاقة المشغِّلة التي تعتمد عليها سورية في المستقبل، لتكون وحدة الشعب الحقيقية صموده أمام أقسى الظروف، لتحيا سورية وطناً حراً بلا إرهاب، وبلا أي تدخلات أجنبية.
نعمْ نستطيع..
لأنّ قائدَ الدولة السورية يحرِّك الجبالَ بعد أن يتمَّ التخلصُ من الحجارة الصغيرة.