مبادرات.. لو؟!

لم ينتظر تجار «اقتناص الأزمات» وقتاً أو إذناً لرفع أسعار منتجاتهم عند طفرة الدولار الذي كان أحد أسباب علو «نجمه» تجار مضاربون يبرعون في اللعب على وتر «الغصّات» للمتاجرة بالعملات وكسب أرباح طائلة تهرب من مسارب الخزينة إلى جيوب دسمة اعتاد أهلها جني المكاسب في الوقت الصعب بلا محاسبة إلا تصريحاً أو تلميحاً.
موجة الغلاء الجديدة دفع ضريبتها مجدداً المواطن المنكوب بعد انخفاض بسرعة البرق لراتب مسحوب الدسم، من دون أن تنفع الحملات التموينية المعتادة في رد جور بعض التجار من تسعير كيفي، أطلق قطاع الأعمال بالتزامن مع إيقاع مؤشره القاسي حملات مباركة لدعم الليرة السورية، ستسهم بلاشك، ولو تدريجياً، في تخفيض سعر الدولار وكسب الليرة بعض قوتها، وهنا يحق لنا التساؤل عن عدم التوجّه نحو مبادرات أخرى أكثر جدوى وفعالية، فمثلاً ماذا لو توقف بعض رجال الأعمال عن المتاجرة بالدولار من خلال استغلال الفرق بين سعر الدولار الرسمي والسوق السوداء، أو بادر أهل المال إلى تسديد مستحقاتهم الضريبية بدل التهرب بمليارات الليرات، أو قاموا برفع رواتب موظفيهم من دون انتظار الفعل نفسه من الحكومة، ألن يمنح ذلك الليرة دفعة قوية بدل إيداع بعض الأموال في المصارف قد تسهم في تخفيض وقتي للدولار فقط وسط ارتفاع أسهم رجال الأعمال ممن اعتادوا قطف الثمار في كل وقت وأوان.
يد قطاع الأعمال وحدها لن تسهم في كسر سطوة الدولار، وإنما يتطلب الأمر تشاركية مختلفة بين جميع القطاعات، لكن النتائج المأمولة لن تتحقق إلا بتطبيق الوصفة الذهبية المتمثلة بدعم الإنتاج والتصدير، فعند سماع هدير آليات المعامل وإنتاج سلع تصديرية منافسة سيكون هناك تخفيض فعلي، فلمَ يتم القفز فوق هذه الحقيقة من دون العمل جدياً على إنعاش الصناعة المحلية ودعم القطاع الزراعي بالتوازي؟ ولا ننكر عقبات الحصار والحرب، إلا أن الأوان قد آن لوضع سياسة اقتصادية مدروسة تنقذ الاقتصاد المحلي من ورطته وتعيد إعمار معيشة باتت تعبانة إلى أقصى حد !
rihabalebrahim@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار