الغلاء..!!

أثبتت الأيام الماضية أن الحلول التي قدمتها الحكومة لتجاوز أزمة الغلاء والسيطرة على الأسواق لم تجدِ نفعاً.. فدوريات التموين والجولات الميدانية لضبط المحال المخالفة وفرض الغرامات المالية عليها، كل ذلك مجرد كلمات ووعود, والكل يتقاذف مسؤولية الغلاء من طرف إلى آخر, فبين التجار والناس والجهات المعنية تضيع المسؤولية, وكل منهم يحمّلها لغيره ويعد نفسه المتضرر الأول منها, فمن المسؤول إذا؟.
لا يخلو حديث الشارع هذه الأيام من تصور حال المستقبل في ظل غلاء الأسعار، وصعوبات الحياة، وثمة موجة كبيرة من التشكيك والشعور بتجاهل الجهات الوصائية لحل مشكلة الغلاء, ما يؤكد أن هناك خللاً جلياً واضحاً أصبح لا يمكن التغاضي عنه.. ففي كل يوم نشاهد ونسمع العجب العجاب عن الأمور التي لا يمكن تطنيشها.
كل ذلك يجري عبر موجة الصمت وغياب الشفافية والمصارحة والرهان على صبر المواطن. تأويلات كثيرة رشحت نفسها لتفسر ما يحدث!!. ولكن الأمر هذه المرة، زاد على الحد المعقول والمحتمل وأصبحت الأسعار كالبورصة والمتطلبات المدرسية تفوق ما هو متوقع.. الحال ذاتها في اسعار المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن, إضافة إلى المطاعم والمحال التجارية وووو سلسلة طويلة لا يمكن حصرها. وفي اعتقادنا أن الكرة الآن في مرمى الجهات الوصائية التي تهدد بين الفينة والأخرى باستخدام العصا الغليظة, بينما على المقلب الآخر نجد الواقع مغايراً ونجد أنها لم تتغير, فالفوضى قائمة والأسعار مرتفعة, بالتأكيد نحن نتفهم حق أي جهة في الدفاع عن إجراءاتها وأفعالها.
والحق يقال: إننا اليوم بحاجة ماسة إلى جرعة قوية من القرارات والحلول السريعة والمقنعة لأننا لن نستطيع أن نذهب للمستقبل بأدوات الماضي، وحال الأسواق لم تعد بحاجة إلى أدلة أو براهين وتحديداً موضوع الأسعار الذي بات يشكل قضية رأي عام… والجميع يعلم أن الأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن.
وبالنسبة للتجار وأصحاب المحال فإن حجتهم جاهزة دوماً وهي موضوع الدولار وارتفاع سعر الصرف, لذلك لابد من وجود هيئة وطنية واحدة, مهمتها الأساسية وضع سياسة واضحة لتسعير جميع المواد والسلع والأهم أن ترتبط هذه الهيئة بسياسات التنمية الاقتصادية..
hanaghanem@hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية ترحب بقرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالآثار القانونية الناشئة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الجلسة الختامية للبرلمان العربي للطفل… الأمين العام يقدم الدروع التذكارية وبطاقة شكر للوفد السوري المشارك مادورو: انتخابات الرئاسة المقبلة ستحدد مستقبل فنزويلا قضية الإعاقة جزء من السياسة الوطنية للدولة تجاه المواطنين.. الوزير المنجد: المرسوم رقم 19يطور البيئة المؤسساتية المسؤولة عن ملف الإعاقة  135 ألف طفل مستهدف بالجولة الثانية لحملة اللقاح في حمص الوزير ابراهيم يبحث مع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السودانية بدمشق علاقات التعاون العلمي والبحثي إذا كبر ابنك "خاويه" وإن كبر أبوك عليك أن ترعاه المنطقة بعد العدوان الإسرائيلي على الحديدة.. ترقب وانتظار والكيان باستنفار كامل وواشنطن تنأى تجنباً لحرب لا تريدها حالياً على رأسها مشروع إنتاج تعبئة وتغليف الأدوية السرطانية.. انطلاقة جديدة لـ«تاميكو» تبدأ بالإنتاج وتنتهي بالتسويق وزير النفط يفتتح مركز خدمات شركة محروقات بدمشق