أكثر ما يميز الأسواق المحلية، وحتى العالمية، هذه الفترة أنها تتحرك على رمال متحركة غائرة على أرض غير مستقرة لجملة من المسببات والتداعيات، وربما لآثار الأحداث التي تجري هنا وهناك..!
أسعار الصرف متقلّبة ومتذبذبة وغير آمنة، ليس فقط في أسواقنا، حتى المجاورة، أسعار الذهب ترتفع لمستويات عالية غير مسبوقة، والتضخم آخذ بأكل الدخول درجة بعد أخرى، وبمستويات خطرة، ففقدت العملة قيمها النقدية والسوقية، كل ذلك يحصل أمام قصور المعالجات الرسمية حيال ما جرى ويجري في سوق الارتفاعات الحاصلة في أسعار الصرف مقابل الليرة التي تعرضت إلى الكثير من المضايقات خلال سنوات الحرب وبقيت صامدة..
الآن وخلال هذه الأيام ارتفعت أسعار صرف «الأخضر» مقابل الليرة، وكالعادة هبّت أسعار المواد والسلع في الأسواق بدرجة عالية، واستغل المستغلون من التجار والباعة ما يحصل من ارتفاعات متوالية برفع أسعار سلعهم ومبيعها بمستويات تفوق أي استطاعة لأي من صاحب دخل كبير، وهذا الحديث ليس وليد اللحظة، بل معروف للقاصي والداني، وشماعة الحجج عند المستغلين جاهزة بأن الحق على الأخضر الذي أشعل كل شيء من حول العباد..!
وهنا السؤال: أين تحركات الجهات الرسمية والمعنية بهذه الارتفاعات الصارخة..؟ فما يجري ليس مبشراً بخير، كل شيء تضاعف سعره مرات ومرات، ولا قيمة تذكر لأي دخل، لدرجة أن أصحاب الدخول الجيدة رقمياً تأثروا وبدأت أحاديثهم تظهر للعلن، ناهيك بأسر تشكل شريحة واسعة نهش جنباتها الفقر والعوز، وباتت عاجزة تماماً عن تأمين قوت عيالها اليومي..!
أين أجهزة «المركزي» وما تسويغاتها حيال ما يحصل من قفزات تستدعي ليس فقط تطمينات خلّبية إعلامية، إنما إجراءات وقرارات تخفف من حدة الارتفاع الشديد في سوق أصلاً يغلي وأكله التضخم وفقدان قيمة الليرة سوقياً، يبدو أن لا أحد معني أو مكترث بما يجري، وأن الساحة متروكة للمضاربات والتكهنات وغيرها من الفلسفات التي لا تحمد عقباها..!
لن تستقر أسعار الصرف أو تتراجع إلا بنمو اقتصاديات كل القطاعات وتتطور أنشطتها وأعمالها بشكل أكثر إيجابية، والآن من الصعب تقدير وجهة البوصلة «الصرفية» إلى أين مصيرها؟ ولكن يلزم الحذر والترقب والتدخل الجدي، لعل ذلك يضع حداً لحالة الاضطراب الحاصلة في أسواق تغلي..!