برغم اختلاف القائمين على تنظيم دورة معرض دمشق الدولي الحادية والستين، لكن ذلك لم يغير «الهمة» النشطة لمنظميه في القطاعين العام والخاص، حيث بدأت مكنة التحضيرات لإقامته وسط إصرار على إنتاج دورة مختلفة عن دورتيه السابقتين، وخاصة في ظل وضع أكثر استقراراً مع تحسن مقبول في مؤشرات أداء القطاع الصناعي قياساً بسنوات الحرب القاسية، وإن كانت هناك غصة كبيرة فيما يتعلق بالشأن المعيشي، الذي يشهد يومياً تأزماً جديداً يدفع ثمنه المواطن من جيوبه، ومع ذلك سيكون أول المبتهجين بهذا المعرض برغم ضيق حاله لكونه يشكل فرصة للأسرة للترفيه عن نفسها بأقل التكاليف.
بوادر إنتاج دورة أكثر تميزاً لمعرض دمشق الدولي، تظهر من خلال تأكيد القائمين على تنظيمه بالعمل على تلافي سلبيات الدورات السابقة وتقديم كل ما يلزم لإنجاحه، إضافة إلى اتساع المشاركات الداخلية والدولية، التي تجاوزت لحد الآن 25 دولة، ما يشير بطريقة لا تقبل الشك إلى أن دول العالم اقتنعت بأن سورية بدأت تنفض آثار الحرب وتتحضر لمرحلة إعادة الإعمار لتعود أكثر قوة مسترجعة مكانتها كدولة محورية في المنطقة والعالم، وهذه نقطة جوهرية حتماً لكن المهم انعكاس نتائج المعرض على الوضع الداخلي بحيث يستفاد من تحسن الواقع الإنتاجي في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي وليس استفادة «قلة» من رجال الأعمال واستثمار المعرض لزيادة ثرواتهم عبر الاستفادة من الدعم الحكومي وعقد الصفقات مع الدول المشاركة بحيث تتحول هذه الفعالية الاقتصادية الهامة إلى «بازار» يحتكر فوائده أهل المال فقط.
«من دمشق إلى العالم» شعار لافت يحمل مدلولات ورسائل موجهة إلى العالم جميعاً ويعلن من بوابة معرض دمشق الدولي أن السوريين صناع فرح من رحم الحرب، وعودة الحياة إلى شرايين الاقتصاد المحلي، الذي يحتاج للنهوض بالهمة ذاتها بحيث تحرك عجلة إنتاجه وتفعّل قطاعاته لتعود سورية تدريجياً «يابان الشرق»، وهذا يعتمد على صناعيين ورجال «بزنس» يفكرون بمنطق رفع مكانة المحلي وليس مكسب الجيوب كما الحال اليوم.
rihabalebrahim@yahoo.com