«استديو 54»

الرجل الأمريكي الأول، المفتون بشخصه، والذي استطاع استمالة العالم الافتراضي بصخب «تغريداته» وكارثية سياسته التي أودت به حد استئثار اسمه على محرك البحث «غوغل» وارتباطه بصفة «الأحمق»، التي ستكون أولى نتائجها صور الرئيس ترامب..
ترامب ملياردير العقارات، القادم من صالونات الملهى الليلي (استوديو 54)، والأشهر عالمياً من حيث تخصصه بالدعارة وتعاطي المخدرات؛ وصل «لسدّة العرش» الأمريكي على حصان أبيض، سرجه يكتنز العديد من الحكايا والمغامرات لعلاقات نسائية مازالت حتى اليوم تنكشف فضائحها وتوثّقها وسائل الإعلام الأمريكية، 11 فضيحة، وحبل فضائح القاصرات جرّار، وترامب ومساعدوه لن يتوانوا عن دفع المليارات للملمة قصص من الطبيعي حدوثها وتصديقها مادام بطلها من روّاد «الاستوديو 54».
وما بين مزحة سياسية وسعي مؤيديه من أصحاب القبّعات الحمراء صار حقيقة ووقع الاختيار على ترامب ليكون الرئيس الأمريكي الـ 45، لتُكتشف بذلك الهوية الحقيقية للشارع الأمريكي، ولاسيما أن المزاج العام في الولايات المتحدة الأمريكية جعله يتجرأ على إعلان ترشحه لولاية ثانية، فكيف يمكن لرئيس معروف عنه تصرفاته الحادّة والمتطرّفة، إذ يعادي الأقلّيات والمهاجرين، لا بل ينسحب من كبرى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية (اليونسكو- حقوق الإنسان- برتوكول فيينا- مكافحة تغيير المناخ..) العناوين التي يتغنى بها الشعب الأمريكي ويتبناها ساسته ومشاهيره في كل خطاب ولقاء، كيف يمكن أن يهرول هذا الشعب اليوم لارتداء القبعات الحمراء كتطبيق عملي لنظرية النفاق، التي يتسابق لتحقيقها المنافسون والخصوم الذين تساووا مع مريديه ممن صفقوا قبل عامين ونصف العام ومازالوا لشعارات حملته الانتخابية «ما بعد أمريكا ليأتي الطوفان..»..!
وعن أي معجزات اقتصادية يتحدّثون في ظل سياسات كارثية ارتكبها الرئيس الأمريكي تؤكد أنه «حسب نيّات الدولة العميقة لابد من أن يُرزق البيت الأبيض بترامب».
وللمصادفة الدرامية البحتة خصص من أجل السيناريو الانتخابي لعام 2020 (30) مرشحاً ديمقراطياً هم الأفقر شعبية أمام الأشقر الملياردير والمتسكع في «الاستوديو 54»، والذي اقتات على فتات إرث سلفه فقدّم نفسه على أنه «رئيس ناجح وأفضل من عقد الصفقات في الاقتصاد والسياسة»، وإذا ما خسر في الانتخابات فسيتحول -على حدّ زعمه- جميع الأمريكيين إلى فقراء!
أما المؤمنون منهم بأعمال السحر والتنجيم، فقد حرّضهم لممارسة الشعوذة الأمريكية لديمومة «ثبات أمريكا على قمة الهرم العالمي»، وأنه بفضل حياكته «مازالت الخيوط العالمية في يد الولايات المتحدة الأمريكية»، بل لم يكتفِ بعناوين كهذه للتمجيد بنفسه، ولن يكتفي بتصوير واقعهم الاقتصادي على أنه واقع يُحسدون عليه، إنما سيفجر أكثر، و«سيغرد» أكثر لعلّه يطرب شارعه الموجه أصلاً، والذي بات مفضوحاً بتقلّبات مزاجه السياسي، التي تنمّ عن خبايا دولة «براغماتية» إمبريالية تدّعي «الإنسانية والديمقراطية»، بينما منبت «فضائلها» ترويه «بارات استوديو54»!

m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار