كما هو معروف فالأعمال ما هي إلا انعكاسات للأفكار والرؤى التي يتم تسطيرها لفعل عمل أو نشاط هنا أو هناك، في هذا المرفق، أو في تلك المنشأة الإنتاجية.. وإذا كان التفكير قوامه الحكمة وملامسة الواقع فسيكون النجاح محتوماً، فعوامل الانتصار كثيرة تبدأ من دواخلنا ومن عمق ذاتنا…
لنعش حياتنا بواقعية ومنطق، فإذا كان خوفنا من الفشل يسيطر علينا فلاشك في أننا سنفشل، فلنتفاءل إذاً بالخير لنجده، ونحن قادرون على تذليل كل الصعاب، بالعمل والإخلاص ومد يد التعاون فيما بيننا أفراداً ومؤسسات، عاماً وخاصاً وتعاونياً، مع شرائح فئات المجتمع كافة، عندها نستطيع أن نتجاوز كل المنغصات وظروف الحرب، ومفرزاتها الاقتصادية التي كشّرت عن أنيابها، وليعي الجميع، وأولاً مواطننا العزيز، أن الحرب لاتزال قائمة ويحاربوننا بلقمة عيشنا واحتياجاتنا المعيشية، لكن لن يفلحوا أبداً، فنحن-السوريين- قادرون على إثبات أننا رجال وصُنّاع مواقف وقدرات إنتاجية واقتصادية، والتجارب تشهد لنا على مر السنوات الماضية..
حرب اقتصادية شرسة، هدفها واضح ولا يخفى على متعقل، فالمواطن العادي يعي أن أساليب تلك الدول التي تستهدف النيل من صمود ومقدرة هذا البلد لم تعد تنطلي على أحد، ولسان حاله اليوم يقول: سنصبر وندافع عن وطننا بكل ما نملك، بالعمل والتفاني والإنتاج والتعاون، والتأقلم مع مفرزات كل ظروف الحصار الجائر على شعب وبلد يدافع عن مواقفه الوطنية ضد هجمات دول لا تقيم وزناً للإنسانية والتطور.
لنأخذ بالأسباب لما قد يواجهنا من مضايقات على صعيد الحياة المعيشية، لكنها ظروف تستدعي من مواطننا أولا ومؤسساته الرسمية العمل على كيفية تجاوز مثل تلك الظروف الجائرة التي فرضت علينا، وأن نتسلح بالصبر، ونتوجه إلى أهدافنا بإصرار وعمل ومثابرة، وإن طال المنال فالأمور مرهونة بأوقاتها.
مدعوون جميعاً للتكاتف والعمل بما يؤمّن لنا كل احتياجاتنا اليومية، وبما هو متاح لنا من مقومات، عندها قد نتجاوز الأزمات مهما كانت صعبة.