تبقى بلدنا

ترك الزائر الذي دخل البيت ملحوظة.. «لعن الله الحرب والفقر والحصيرة».. لم يبق لنا إلا البرد والشخير!!!
تعرفون الحقيقة وتشيحون بوجهكم.. تاركين العاملين والموظفين يواجهون مصيرهم بدموعهم، وهل ثمة أدلة أكثر برهاناً على تراجع المستوى المعيشي لأصحاب الدخل المحدود والثابت نتيجة لتداعيات الحرب وارتفاع أسعار الخدمات والسلع والمنتجات والبدلات والإيجارات أكثر من عشرة أضعاف مقابل ثبات دخل العاملين والموظفين.
القضية ببساطة لا تحتاج لبراهين فالبرد خلف النوافذ ويتوالى سك الخمسين ليرة المعدنية لأن الخمس ليرات والعشر ليرات أصبحتا من حيث قيمتهما الشرائية لا تساويان قيمة المعدن الذي سُكّتا به.
مرّات كثيرة كان يتم وضع اقتراحات لمساعدة هذه الشريحة المتضررة من كل شيء.. من الحرب والأزمة، من الإرهاب، من الفساد، من المحتكرين، من الأسعار، من الأسواق، حتى وكأنها باتت وعائلاتها خارج كل الحسابات والخطط، ووصلت إلى مرحلة تساوي الصفر.
والموضوع ليس فقط موارد، فهناك إجراءات قادرة على تقديم دعم لهذه الأسر كالتعويض العائلي الذي صار يحاكي في قيمته المالية «فرنكين»، فالتعويض الشهري للولد الأول 200 ليرة والثاني 150 ليرة والثالث 100 ليرة، ونستغرب كيف تنأى التعويضات بنفسها عن التعديل فمثل هذه التعويضات التي يتقاضاها أصحاب الدخل المحدود صارت مصدراً للتندّر بسبب تدني قيمتها.
وبالعودة إلى القيمة اللامتناهية في الصغر، تعلّمنا في دروس الاحتمالات أنها تعني الفراغ، وهذا أيضاً ضمن رؤية المدى القصير والبعيد.. ولكي لا نطيل العرض والشرح، فإنه بعد دراسة خطوط الطول والعرض نجد أنه لابدّ من إضافة «صفر» إلى كتلة الرواتب والأجور لكي يتم تعديل الأحوال، وطبعاً الصفر إلى اليمين لأن الخطأ الشائع منذ سنوات لتحسين الوضع المعيشي للمواطن وأصحاب الدخل المحدود، كانت بلا جدوى بسبب أخطاء فنية تضع الصفر إلى اليسار فنسقط في الفراغ، متعلقين بحبال الصفر الذي لم ولن يساوي العدم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار