لا رقصَ على قَرع طُبول الأعداء

حرب ما بعد الحرب..
لأن عنجهية وطمع الدول المتآمرة على سورية لن تطربها أنباء النصر العسكري والسياسي اللذين حققتهما الدولة السورية، قيادة وجيشاً وشعباً، فإن الدول المعتدية التي استثمرت استثماراً خاسراً بتغطية نفقات حرب مهزومة، مادامت وقعت على أرض تتمسّك فيها الدولة بسيادتها واستقلالية قرارها، لن تتراجع عن مآربها بسهولة، وسوف تحاول عرقلة النهضة السورية، وبأساليب متعددة.
سورية تعرّضت لأبشع أنواع الحروب، ولاقت الأضرار والخسائر الكبيرة بسبب حرب ترافقت مع حصار اقتصادي وإجراءات قسرية جائرة ومخالفة للشرعية الدولية والمواثيق الأممية، إجراءات عدوانية تنوّعت من حيث مصدرها ومجالاتها، واستهدفت مباشرة المواطن السوري الذي صمد صموداً أسطورياً، ومنه تولّدت طاقة معنوية ساهمت في صناعة النصر السوري، الأمر الذي أدّى إلى حالة هستيرية بين عصبة الدول المتآمرة، خاصة أن الدولة السورية، رغم أنها مازالت تعاني حالة الحرب، فإنها بدأت بتنفيذ خطة إعادة الإعمار ودعم المواقع الإنتاجية، ورغم قلّة الموارد وقلّة الإمكانات المتاحة، فإنها تعمل كلّ عام على زيادة مخصصات الموازنة السنوية، إذ بلغت ميزانية عام 2018 (3187) مليار ليرة سورية، بينما وصلت عام 2019 إلى مبلغ إجمالي قدره (3882) مليار ليرة وبلا أي عجز..!!
سورية باقية رغم أنهم أرادوا تدميرها بحرب ضروس ميدانياً، وبحرب اقتصادية فاجرة، لا يمارسها إلا الجبناء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي ما توقّفت عن تأليب أذنابها في المنطقة وخارجها، وما فتئت تشدّد الحصار الاقتصادي وتنوعه، وتسيّر الدوريات والفرقاطات في البحر كقرصان فقد يديه والساق، عقب هزيمتها في سورية، وتحاول بكل ما أوتيت من جبن عرقلة بواخر خدمية في عرض البحر.
حرب ما بعد الحرب..
والكيان الصهيوني مازال العدو الثابت، ورغم ما تتعرض له سماء سورية من عدوان إسرائيلي مكثّف ومتكرِّر، فإن هذا العدو بات يعي التحول الحاصل في سورية (من الحرب للانتصار)، وأدرك يقيناً فشل مشروعه التخريبي، وعلم أن سورية ستكون أكبر تحدٍّ إقليمي له في المنطقة.
حرب ما بعد الحرب..
إجماع تمخّض عن محاولات لاقتناص الأزمات والظروف التي من الممكن أن تعانيها الحكومة السورية، والظروف التي تفوق قدرة أي حكومة في أي بلد لو أنه مرّ بسلسلة الحرب لثماني سنوات وتداعياتها التي لم تنته بعد.
لذلك:
علينا اليقظة وعدم المبالغة بالتفاؤل فعدوّنا فاجر، والحذر يكون بعدم إعطائه أي فرصة للولوج إلى خاطر الوجدان العام، حتى لو كان من خلال المنصات الافتراضية المستوردة لنمط مشغليها الاستهلاكي، وكل هذا يتم تحقيقه باتفاق ضمني بين الحكومة والشعب بأن «الوطن يعلو ولا يعلى عليه».
وعليه تكون أعمال الحكومة الخدمية، والطاقة المعنوية للشارع العام تحرّكان المجتمع وتستنهضانه لتحقيق نهضة وإعمار ما بعد الحرب، لبناء مجتمع لا يمكن اختراقه، مادامت الشريحة الأوسع لا تسمح بالرقص على قرع طبول الأعداء.

m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار