اعتذار حكومي

من حق المواطن أن يعيش في بحبوحة وانفراج ولا يشعر بأي منغصات، أي توفير حياة كريمة له ولأبنائه، وهذه من مسلمات الأمور، ومن واجب الحكومات أن تتفنن في تقديم شتى الخدمات الحياتية والمعيشية بأيسر وأسهل وأسرع المنافذ لمواطنها، دافع ضرائب الخزينة والصامد بوجه كل المتغيرات التي تعصف بما حوله..!
لا يختلف اثنان على أن هناك تقصيراً واضحاً بأداء بعض وزاراتنا وبعض مؤسساتنا، وقد يكون هذا التقصير ليس من باب الإهمال والتسويف، قد يكون من جهة لنقص في مادة أو تأخير في استيراد سلعة، وربما تكون لظروف الحرب والحصار الاقتصادي قصة أخرى..! وهنا لسنا في وارد المحاباة أو مسايرة جهة ما مقصرة، إنما من وارد أن هناك ظروفاً قد تكون مسوغاتها تطرب الآذان..!
دعونا نتفق أولاً على أننا نعيش في حقبة جديدة بعد سنوات مرت كانت أعباؤها ومفرزاتها المعيشية والتنموية سلبية جداً، انعكست وبالاً على المجتمع وحياة المواطن، مرحلة تختلف تماماً عن سابقاتها في كل الأبعاد وفي مقومات التقدم والنجاح، وكلنا يعي ويعرف ما تركته ظروف الحرب ولسنا بوارد شرحها الآن، فقاسمها الأوحد حياة قاسية ونواقص طالت كل شي..!
لكن التفكير اليوم كيف ستتمكن الجهات المختصة بكل ما يحقق المصلحة للأجيال الحالية وتتغلب على أزمات بات حملها ثقيلاً، مشكلات يجب ألّا تنصب وتنحصر عند الاحتياجات أو الأفكار التي أصبحت تقليدية وينادي بها الجميع.
يقولون: الاعتذار شجاعة، ولا يقدم عليه إلا الأشخاص المؤمنون بمسؤولياتهم، فهو قيمة إيجابية لا يقبل عليها إلا ذوو النفوس الكريمة والشخصيات القوية، وتالياً هو فضيلة أي أُقر أن هناك تقصيراً ما إزاء أزمة عصفت وسببت عبئاً على حياة المواطن معيشياً، فإذا طالت مدة المعالجة، فالمواجهة بالاعتذار قد تكون معالجة بما تحمله من ذلك من احترام لعقول وهموم العباد، وعلى غير ما تمناه المواطنون، من هنا جاء اعتذار الحكومة أن تقصيرها في بعض الإجراءات كان لسبب قد يكون خارجاً عن السيطرة الآنية، وتحتاج وقتاً ما، وما على المواطن إلا الصبر برهة من الوقت.
ما أحوجنا إلى نشر ثقافة الاعتذار وتعزيزها لدى أطفالنا وأجيالنا، عندها قد ننجح معاً في تجاوز أزماتنا المعيشية وحالة الضنك السائدة..!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار