على طريقة «غوار الطوشة» و«أبو عنتر» كان يتم سبك التمثيلية الفكاهية ويترك للمشاهد اكتشاف الغلط! واليوم تبدو الأوضاع ليست في أحسن أحوالها والكل يشعر بأن هناك جملة من الأخطاء كيفما نتلفت… ولكن تنقصنا الجرأة على توجيه الاصبع إلى الغلط!
هذا الخطأ يبدأ من غياب رؤية واحدة للإعمار وللمستقبل، فكل جهة أو طرف تشد المشروع إلى جانب معين بغيابٍ التنسيق والرؤية الواحدة… وثمة أصابع تعمل بالخفاء وتدير المسرح وتضيء بقعة واحدة محاولة إخفاء الملامح الأخرى للدراما التي يعيشها المواطن.. متناسية أن الناس اعتادوا الرؤية في الظلام، والكل يرى ويحلل ويضع الأخماس والأسداس وهو يضحك ليس لأن التمثيلية مضحكة بل لأنه يريد أن يخرج من هذه الحالة التي تشبه الدوران حول الرحى.
نعم الكثير من الخيبات يلاحق المواطن، والأخطاء تتراكم في كل الدروب وكل يغني على ليلاه ويؤكد أنه لا يملك الحلول السحرية للمشكلات العالقة بتأثير الأزمة وغيرها ولكن! رغم ذلك يتم التحرك نحو الأمام رغم أنف العربة التي تسير بدواليب مربعة.
التفكير الجديد ينطلق من مشاركة كل فرد صغير أو كبير أو فقير أو غني في العمران والإصلاح والمشاركة تكون بالفكر قبل كل شيء! ربما بات على المعنيين فهم العلاقات بينهم وبين مَنْ يتعاملون معهم على صعيد الإدارات أو المواطنين كيف تفكر الجهات المعنية؟ وكيف يفكر المواطنون أو الإداريون؟ لماذا تفعل الجهات المعنية ما تفعله؟ ولماذا يفعل المواطنون أو الموظفون ما يفعلونه؟
إن النماذج الجديدة في التفكير استطاعت في الكثير من الدول التي عصفت بها الأزمات ايجاد حلول إبداعية لمشكلاتها التي تبين أنه لا يوجد شيء عصي على الحل ما دام الجهد منصباً على زيادة قوة البلاد وتحسين معيشة الناس ولحظهم بكل المقترحات، والاستماع لهم وعدم إهمال الضعفاء والفقراء وهم الأغلبية الساحقة، وإنما الانحياز لدعمهم من خلال التركيز على المشاريع والخطط التي تحسن أحوالهم وظروفهم المعيشية.
الرؤية البعيدة في المستقبل تركز على تحقيق تنمية شاملة تصل حتى آخر قرية وتحارب الفساد حيث تكون الإدارات الحكومية نموذجاً يقتدى به بالتواضع وعدم هدر المال العام وتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم مشاريع الشباب والنهوض بالتعليم وتقديم الرعاية الصحية لمن لا يملكون ثمن بطاقات التأمين الصحي الذهبية والفضية والبرونزية!