اعتمادات بالمجهول!

جميل أن نسمع أخباراً تدل على انتعاش الأعمال وتحقيق أرباح مقبولة لدى شركات اقتصادية كانت تعاني أو اعترتها بعض الصعوبات، وتاريخها غير مشرف بالنتائج ولا يسر خاطراً أو بالاً لدرجة أنها عجزت عن تأمين رواتب موظفيها..
اليوم هناك شركات ومؤسسات خاسرة حتى قبل الحرب لأسباب عديدة قد يكون بعضها مقنعاً والآخر لا يصب إلا في خانة السرقة وفساد أجهزتها، وأخرى متعثرة لا تعرف كيف الخروج من أزماتها، في وقت هناك قلة شكلت ارتكازاً تنموياً لا يستهان به، وحققت تدخلاً إيجابياً ساهم في تخفيف الأوجاع الاقتصادية للمواطن..
شركاتنا تترنح بين المقبول والخسارة، فالمنافسة وظروف الأحداث أحدثت ندوباً جائرة في جسدها المتهالك أصلاً، فتغيرت موازين العرض والطلب، وظهرت تقنيات جديدة لم تأخذ بها معظم الشركات المنتجة.. ولكن المشكلة التي لاتزال عالقة رغم كل الجراح إساءات الإدارات المتعاقبة مع جملة متغيرات كانت عقبة كأداء على سير عمل إنتاج الشركات، وكانت الطامة الأسوأ من كل ذلك وجود شركات لا تعلم ماذا تعمل ولا في ماذا تستثمر، وهل حققت خطتها التنموية وكان إنتاجها مسوقاً..؟!
من يراجع تاريخ معظم الشركات الإنتاجية والتنموية ووعود إداراتها ومؤسساتها نحو تحسين نتائجها مع كل إعلان عن خسائر أو أرباح، وهل تحقق واقعاً وما انعكاس إنتاجها على حاجة الأسواق.؟ ومن يدقق سيفاجأ بكمية الإحباطات وحالات الفشل المتكررة من عدم تحقيق أي تحسن أو طفرة نقلت هذه الشركة إلى مصاف شركات مثيلة لها، فهناك العديد من الشركات تاريخها حافل بالخسائر وابتلعت رؤوس أموال ضخمة وتكررت المآسي بحالة أشبه ما تكون ثقوباً تصب في خانات مصالح ضيقة التي تبتلع كل ما يأتي من اعتمادات مالية لا يعرف أحداً أين تم صرفها وكيف، وكل ما تم تسجيله هو على قائمة المجهول..!
المرحلة اختلفت تماماً، لم يعد التعاطي بأدوات وأساليب كانت منفذاً لهروب وهدر المال العام تجاه جيوب محددة، وتالياً خسران شركات ونزف مستمر لتغطية نفقاتها، في وقت يجب أن تكون رافداً حقيقياً للتنمية..!
لا تحتاج شركاتنا الاقتصادية فقط إلى توجهات جديدة وجدية لتطوير أنشطتها بقدر ما تحتاج إدارات وفكراً ينقلانها من حيز الخوف والنمطية إلى مجال العمل المنتج.
فهل قادرون على التغيير..؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار